responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 235
دولة الأغالبة بأفريقيا، وهي الدولة الزيادية والغرض من الدولتين واحد ([1]
واتبعوا طريقة الحجر على أئمة الشيعة وأمرهم إياهم بالإقامة بمرأى منهم في بغداد أو في سامراء بعد اختطاطها ولم يكن الخلفاء العباسيون على سيرة واحدة في التعامل مع العلويين، ودخل القرامطة باسم محبة آل البيت فزلزلوا جوانب الدولة، وقام الفاطميون فاستولوا على افريقية، وعلى الجزائر ومناطق من الشمال الأفريقي ومدوا سلطانهم على مصر وسوريا والحجاز واليمن وشواطئ الفرات وكادت نارهم تلفح وجه الدولة العباسية ومما زاد الأمر بلية أن بنى بويه الذين استولوا على بغداد في منتصف القرن الرابع كانوا شيعة فأباحوا للشيعة الظهور في بغداد بما يشتهون من العادات التي كانوا يفعلونها يوم عاشوراء فقد كانوا يجعلونه يوم حزن حتى يخرج النساء فيه حاسرات نادبات لاطمات ينعين الحسين بن علي رضي الله عنه وغير ذلك من العادات وصار الناس يتقربون إلى السلطان بالتشييع وفي أوائل القرن السادس ظهرت فتنة الباطنية بفارس وبالشام فأرهقوا الناس وأفسدوا الدول وتمكنوا من إغتيال بعض خلفاء بني العباس واستمر هذا النزاع السياسي بمصر حتى سقطت الدولة الفاطمية على يد ـ نور الدين محمود زنكي ـ بواسطة أحد قدته الكبار صلاح الدين الأيوبي.
وأستمر النزاع بين العباسيين وبعض اتباع آل علي من أول خليفة إلى آخر خليفة وكان ذلك سبباً في ضعف الدولة العباسية وهذا السبب ساهم في ضعف عصبية الدولة العباسية [2]، ثم زوالها.
15 ـ الترف وأثره في زوال الدولة العباسية: جاء ذكر الترف والمترفين مراراً في كتاب الله تبارك وتعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي آثار من سلف فمما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً" (الإسراء، آية: 16). المترفون في كل أمة هم طبقة الكبراء الناعمين الذين يجدون المال ويجدون الخدم، ويجدون الراحة، ينعمون بالدعة وبالراحة وبالسيادة، حتى تترهل نفوسهم وتأسن وترتع في الفسق والمجون وتستهر بالقيم والمقدسات، والكرامات وتَلِغُ في الأعراض والحرمات، وهم إذا لم يجدوا من يضرب على أيديهم عاثوا في الأرض فساداً، ونشروا الفاحشة في الأمة وأشاعوها وأرخصوا القيم العليا التي لا تعيش الشعوب إلا بها

[1] الدولة العباسية للخضري صـ485 ..
[2] الدولة العباسية صـ488.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست