responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 189

فالعلم والمعرفة والطاعة فعليه الشكر، وأما غذاء القلب: فالمعرفة والرضا؛ فأبناء الدنيا، شكرهم لغذاء أنفسهم، وأبناء الآخرة، شكرهم لغذاء أرواحهم، وأصحاب القلوب، شكرهم لغذاء قلوبهم)([239])

ومنها ذلك الرضا بكل ما يحصل لهم، لاعتقادهم أن الله تعالى لا يقدر لهم إلا ما فيه مصلحتهم، وإن بدا في الظاهر ضررا، مثلما أخبر الله تعالى عن ذلك في قصة أصحاب السفينة التي خرقها الخضر عليه السلام، وعاتبه موسى عليه السلام، إلى أن علم بعد ذلك المصلحة المرتبطة بذلك الخرق.

ويروى في هذا أن رجلا كان يسكن البادية، وكان له كلب وحمار وديك؛ فالديك يوقظهم للصلاة، والحمار ينقلون عليه الماء، ويحمل لهم خباءهم، والكلب يحرسهم؛ فجاء الثعلب فأخذ الديك، فحزنوا له، وكان الرجل صالحا فقال: عسى أن يكون خيرا، ثم جاء ذئب فخرق بطن الحمار فقتله، فحزنوا عليه فقال الرجل: عسى أن يكون خيرا، ثم أصيب الكلب بعد ذلك فقال: عسى أن يكون خيرا، ثم أصبحوا ذات يوم فنظروا فإذا قد سبي من حولهم وبقوا هم، وإنما أخذ أولئك لما كان عندهم من أصوات الكلاب، والحمير. والديكة.

هذا جوابي على أسئلتك ـ أيها المريد الصادق ـ فاسع لأن تتحقق بهذه المعرفة الجليلة لتنال الطمأنينة والرضا، وتسعد بربك الكريم الجواد الذي أفاض عليك كل أنواع النعم، ولم يحرمك من بعضها بسبب رعايته لمصلحتك، ولكون ما أعد لك في دار القرار أعظم من أن تتخيله أو تتصوره أو تتوهمه..


[239] أبو عبد الرحمن السلمي، حقائق التفسير، ص 1122.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست