responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 188

وفي الانتهاء: التجاوز عن الزلات ودخول الجنان) ([237])

ويروى أن المسيح عليه السلام مر برجل أعمى، أبرص، مقعد مضروب الجبين بفالج، وقد تناثر لحمه من الجذام، وهو يقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه. فقال له المسيح: يا هذا، أي شي ء من البلاء أراه مصروفا عنك فقال: يا روح الله، أنا خير ممن لم يجعل الله في قلبه ما جعل في قلبي من معرفته. فقال له: صدقت، هات يدك. فأوله يده، فإذا هو أحسن الناس وجها، وأفضلهم هيئة. وقد أذهب الله عنه ما كان به. فصحب عيسى عليه السلام وتعبد معه([238])

ويروى أن بعض الصالحين قطعت رجله من ركبته من أكلة خرجت بها، فقال: الحمد لله الذي أخذ منى واحدة، ولئن كنت أخذت لقد أبقيت، ولئن كنت ابتليت لقد عافيت، ثم لم يدع ورده تلك الليلة.

ومن النعم التي يراها العارفون بمنع الله وعطائه تلك الحقائق الحكمية التي يرزقها الله تعالى للمؤمن بسبب تسليمه لربه، والتي يحرم منها الغافلون، كما قال تعالى:﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (البقرة:269)

ومنها تحققهم بالشكر لله تعالى على كل نعمه التي يغفل عنها من لا يعرف هذه الحقيقة، كما عبر عن ذلك بعض الحكماء فقال: (الشاكرون على ثلاث طبقات، منهم: من يكون شكره لغذاء النفس، ومنهم: من يكون شكره لغذاء الروح، ومنهم: من يكون شكره لغذاء القلب؛ فأما الشكر على غذاء النفس: فالمطعم والملبس والعافية، وأما غذاء الروح:


[237] أبو عبد الرحمن السلمي، زيادات حقائق التفسير، ص 214.

[238] إحياء علوم الدين، 5/ 132.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست