الموت عن المجاز إلى الحقيقة، فكما أن الأكل حقيقي،
فإن الموت حقيقي أيضا.
قلت: أنا
أيضا.. أرى ما ترى، فالنص يكاد يكون صحيحا في دلالته على هذا..
قال: لا بأس..
هناك مسألة أخطر من هذا.. لطالما راودتني..
قلت: ما هي؟
قال: لطالما
تساءلت.. من يتحمل وزر الذنب آدم أم حواء؟
قلت: الكتاب
المقدس ينص على أن الذي يتحمله هو حواء.. ففيه أن حواء التي أغوتها الحية فأكلت
(وأعطت رجلها أيضاً معها، فأكل)، ولما سئل عن فعلته قال آدم: ( المرأة التي جعلتها
معي هي أعطتني من الشجرة، فأكلت)،
لقد صرح بولس
ببراءة آدم، فقال: (وآدم لم يغو، لكن المرأة أغويت، فحصلت في التعدي) (تيموثاوس(1)
2/14 )، لأنه (كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم ) (رومية 5/12)
قال: اسمح لي
أن أذكر بأن القرآن يخالف الكتاب المقدس في هذا.. فعندما تحدث القرآن عن خطيئة آدم
حمّل آدم وهو الرجل المسؤولية الأولى.. ففيه :﴿ فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ
لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ
وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ (طـه:121)
أردت أن أغير
مجرى الحديث، فقلت: بالمناسبة.. لقد عرفت ما ذكره الكتاب المقدس عن عقوبة آدم
وزوجه والحية.. فما ذكر القرآن من ذلك.. ألم تقل لي بأنك كنت مسلما؟
قال: بلى..
لقد رأيت القرآن تناول هذه الناحية بما يربطها بالحياة البشرية على الأرض.. لقد نص
القرآن على عقوبتين:
أما إحداهما،
فتوجهت إلى الشيطان.. وقد توجهت إليه مباشرة بعد رفضه السجود لآدم ومجادلته لله في
ذلك.. لقد نص على هذه العقوبة في القرآن الكريم في مواضع منه..