أنت ترى من
خلال هذا النص أن إبليس كان مصرا على معصيته.. وأنه مع ذلك طلب أن ينظر ليمارس
معاصي جديدة هي إغواء آدم وذريته.. وقد وفى بما وعده عندما وسوس لآدم.. أما عقوبته
فهي العذاب في نار جهنم، هو ومن اتبعه من بني آدم.
وأما الثانية..
فقد توجهت لآدم وزوجه.. وقد اختلفت كثيرا عن عقوبة الشيطان.. لأن آدم وزوجه بمجرد
أن وقعا في الخطيئة تابا إلى الله.. ولذلك، فإن عقوبتهما ارتبطت بالدنيا.. ففي
القرآن :﴿ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا
يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى
(121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا
مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي
هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ
عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَعْمَى (124)﴾ (طه)
قلت: لقد ذكر
القرآن عقوبة مرتبطة بالآخرة في الآيات التي قرأتها.
قال: العقوبة
المرتبطة بالآخرة لا تتعلق بأكل آدم من الشجرة.. بل تتعلق بما سيسلكانه في الحياة..
فإن سلكا طريق الله عادا إلى جنة أشرف وأكمل.. وإن سلكا طريق الشيطان حشرا معه في
نار جهنم.