responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 236

مثل في ذاته، ولا شريك في أفعاله.

ومن أسمائه الدالة على ذلك العزيز ؛ أي الَّذي لا مثل له ولا نظير ؛ فالعزيز – في بعض معانيه- هو النّادر الَّذي يصعب أو يتعذّر وجود مثله ؛ يقال: عزّ الشّيء فهو عزيز إذا قلّ فلا يكاد يوجد، كما قال تعالى:Pوَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌO ( فصّلت: 41) ؛ أي كتاب محالٌ مناله، ووجود مثاله.

ومن أسمائه الدالة على ذلك القهّار ؛ أي الواحد الَّذي لا نظير له ولا ندّ ؛ لأنّ القهر ملازم للوحدة، فلا يكون اثنان قهّاران متساويين في قهرهما أبدًا ؛ فالقهر المطلق لا يكون إلا مع الوحدة.. فلا يكون القهّار إلاّ واحدًا ؛ إذ لو كان معه كفؤ له ؛ فإن لم يقهره لم يكن قهّارًا على الإطلاق، وإن قهره لم يكن كفؤًا، وكان القهّار واحدًا.

ولهذا، فإن الَّذي يقهر جميع الأشياء هو الواحد الَّذي لا نظير له، وهو الَّذي يستحقّ أن يعبد وحده كما كان قاهرًا وحده، قال تعالى:P قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ O ( ص: 65) ؛ فأبطل الشّرك، وقرّر ألوهيّته بوحدته، وقهره لكلّ شيء.

ومن أسمائه الدالة على ذلك المتكبّر ؛ أي العظيم، المتعالي عن صفات الخلق، والتاء في اسم المتكبّر تاء المتفرّد، والمتخصّص، لا تاء المتعاطي والمتكلّف[107]..

ومن أسمائه الدالة على ذلك اللّطيف ؛ فقد فسّر بالَّذي لطف عن أن يدرك بالكيفيّة، وهذا التّفسير يتضمّن التّنزيه عن وجود المثل ؛ لأنّ إدراك الكيفيّة إنّما يكون بمعرفة الذات، أو بمعرفة النّظير المماثل ؛ فإذا تعذّر إدراك الكيفيّة على الخلق جميعًا كان ذلك دليلاً على انتفاء معرفتهم بحقيقة الذات، وعلى عدم النّظير المماثل الَّذي تعتبر ذات الخالق بذاته.


[107] ويحتمل أن يفسّر بما يعمّ النّقائص والعيوب؛ أي المتعالي عن مماثلة الخلق في ذواتهم وصفاتهم ، وعن جميع النّقائص والعيوب؛ فيكون من أسماء التّمجيد المستوعبة لجميع معاني التّقديس ، ويدخل بالتالي ضمن أسماء التّنزيه المطلق ؛ كالصّمد ، والمجيد ، والعليّ.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست