responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 237

 

بالإضافة إلى هذا فإن جميع أسماء التنزيه المطلق تدل على هذا؛ كالقدّوس، والسّلام، والسبوّح ؛ فإنها تدلّ على سلامة الربّ، وطهارته، ومباعدته عن كلّ عيب، أو نقص، وعن أن يكون له كفء في ذاته، أو صفاته، أو أفعاله.

ومثل ذلك جميع أسماء التّمجيد، الَّتي تدلّ على جميع صفات الكمال ؛ كالصّمد، والمجيد، والعظيم، والواسع، والأعلى ؛ فإنّ هذه الأسماء تنافي جميع النّقائص ؛ لأنّ ثبوت الكمال يستلزم نفي ضدّه، وما يستلزم ضدّه؛ وتنافي أيضًا وجود المثل والكفء ؛ لأنّ اتّصاف الربّ بأعلى صفات الكمال يستحيل معه وجود المثل ؛ لأنهما إن تماثلا ارتفع الكمال عنهما معًا، وإن لم يتماثلا فالكمال الأعلى لأحدهما وحده.

قال بعض الحاضرين: عرفنا الدليل، ولكنا لم نعرف المدلول.. فما المراد بتنزيه الله عن الشيه؟

قال ابن طاووس: المراد به أمران:

أما الأول.. فهو تمثيل المخلوق بالخالق.. وهو إما أن يكون كليا بوصف المخلوق بجميع صفات الخالق.. واعتباره بذلك ربا كما فعل المشركون.. وقد يكون جزئيًّا؛ وذلك بوصف المخلوق ببعض خصائص الخالق؛ كوصفه بالقدرة التامّة، والعلم المحيط، والإرادة النّافذة، والغنى المطلق..

وأما الثاني.. فالزعم أنّ الله على صورة الإنسان – مثلا - أو الزعم بأن في الله بعض صفات الإنسان.

قام بعض الحاضرين، وقال: كيف تقول هذا.. والقرآن دل على وقوع التسوية بين ذات الله تعالى وبين خلقه في صفات كثيرة، ولم يلزم منها أن يكون القائل مشبهاً..

فقد قال تعالى عن نفسه:P وَهُوَ السميع البصير O، وقال في حق الإنسان:P فجعلناه سَمِيعاً بَصِيراً O (الإنسان: 2).. وقال في حقه:P واصنع الفلك بِأَعْيُنِنَا O ( هود: 37)، وقال

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست