responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 235

 

قالو: فحدثناعن الأول مما يجب تنزيه الله عنه.. حدثنا عن تنزه الله عن الشبيه[103].

قال: التشبيه أو التمثيل هو إثبات شيء من خصائص المخلوق للخالق، أو إثبات شيء من خصائص الخالق للمخلوق[104].. وقد نطق القرآن الكريم بتنزيه الله تعالى عنه، فقال:P لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ O ( الشّورى:11)، وقال:P وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ O ( الإخلاص: 4)، وقال:P فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ O ( النّحل: 74)، وقال:P هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا O ( مريم: 65)؛ أي مثلاً وشبيهًا[105].

ومثل ذلك نطقت أسماء الله الحسنى بتنزيه الله عنه.. فقد سمّى الله نفسه المقدّسة بأسماء كثيرة تدلّ على تفرّده المطلق:

فمن أسمائه الدالة على ذلك: الواحد، والأحد[106] ؛ أي المتفرّد بمعاني الكمال ؛ فليس له


[103] استفدنا الكثير من المعلومات الواردة في هذا الفصل من كتاب (دلالة الأسماء الحسنى على التّنزيه)، إعداد: د / عيسى بن عبد الله السّعدي، كليّة التربية بالطائف / قسم الدراسات الإسلاميّة.

[104] للأسف نجد الكثير من المصنفات ترمي الكثير من العلماء والصالحين بالتشبيه مع انعدام البينة.. بينما تدافع على من شاءت الدفاع عنه، وترمي نفس المراجع التي استفادت منها تلك المعلومات بأنها مراجع غير موثوقة..

وكمثال على ذلك الدفاع عن مقاتل بن سليمان مع أنه رمي بالتشبيه في تلك المراجع التي رمي فيها غيره.. فقد قال ابن تيمية مدافعا عنه:(أمّا مقاتل فالله أعلم بحقيقة حاله ، والأشعريّ ينقل هذه المقالات من كتب المعتزلة ، وفيهم انحراف على مقاتل بن سليمان ؛ فلعلّهم زادوا في النّقل عنه ، أو نقلوا عنه ، أو نقلوا عن غير ثقة ، وإلاّ فما أظنّه يصل إلى هذا الحدّ!)

ونحن نقول تعليقا على هذا: لم لا ينتهج هذا المنهج مع سائر العلماء والفرق؟.. ولم لا تكون البينة الصحيحة هي الدليل لا مجرد النقل؟.. ولم لا يترك المجال للآخرين ليدافعوا عن أئمتهم وعلمائهم ما دام الأمر بهذه الصفة؟.. ولم لا يقال بأن للتأثير السياسي والمذهبي دوره في بيان مقولات الفرق والمذاهب، وخاصة منها من لم يترك أثرا من كتاب أو أتباع؟

[105] روي ذلك عن ابن عبّاس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، وابن جريج ، وغيرهم.

[106] اسم الواحد مقارب لاسم الأحد ، وقد فرّق ابن الأثير بينهما من وجهين:

الأول: أنّ الأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد ؛ فهو يقع على المذكّر والمؤنّث ؛ يقال: ما جاءني أحد ؛ أي ذكر ولا أنثى، وأمّا الواحد فإنّه وضع لمفتتح العدد ، تقول: جاءني واحد من النّاس ، ولا تقول فيه: جاءني أحد من النّاس.

الثاني: أنّ الواحد يفيد الانفراد بالذات؛ لأنّه بني على انقطاع النّظير والمثل ، والأحد يفيد الانفراد بالمعاني ؛ لأنّه بني على الانفراد والوحدة عن الأصحاب..

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست