responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 63
هذا:
وَرَدَ الكتاب من الحبيب بأنه ... سيزورني فاستعبرت أجفاني
غلب السرور عليَّ حتى إنني ... من فرط ما قد سرني أبكاني
يا عين صار الدمع عندك عادة ... تبكين من فرح ومن أحزان

فالصديق - رضي الله عنه - يعلم أن معنى هذه الصحبة أنه سيكون وحده برفقة رسول رب العالمين بضعة عشر يومًا على الأقل، وهو الذي سيقدم حياته لسيده وقائده وحبيبه المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأي فوز في هذا الوجود يفوق هذا الفوز، أن ينفرد الصديق وحده من دون أهل الأرض ومن دون الصحب جميعًا برفقة سيد الخلق وصحبته كل هذه المدة. (1)
وتظهر معاني الحب في الله في خوف أبي بكر وهو في الغار من أن يراهما المشركون ليكون الصديق مثلاً لما ينبغي أن يكون عليه جندي الدعوة الصادق مع قائده الأمين، حين يحدق به الخطر, من خوف وإشفاق على حياته، فما كان أبو بكر ساعتئذ بالذي يخشى على نفسه الموت، ولو كان كذلك لما رافق رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذه الهجرة الخطيرة وهو يعلم أن أقل جزائه القتل إن أمسكه المشركون مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولكنه كان يخشى على حياة الرسول الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وعلى مستقبل الإسلام إن وقع الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في قبضة المشركين. (2)
ويظهر الحس الأمني الرفيع للصديق في هجرته مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في مواقف كثيرة منها، حين أجاب السائل: من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فقال: هذا هادٍ يهديني السبيل، فظن السائل بأن الصديق يقصد الطريق، وإنما كان يقصد سبيل الخير، وهذا يدل على حسن استخدام أبي بكر للمعاريض فرارًا من الحرج أو الكذب. [3] وفي إجابته للسائل تورية وتنفيذ
للتربية الأمنية التي تلقاها من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ لأن الهجرة كانت سرًّا، وقد أقره الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على ذلك [4].

رابعًا: فن قيادة الأرواح وفن التعامل مع النفوس:
يظهر الحب العميق الذي سيطر على قلب أبي بكر لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الهجرة، كما

(1) التربية القيادية: 2/ 191، 192.
(2) السيرة النبوية دروس وعبر للسباعي: 71.
[3] الهجرة النبوية المباركة: ص 204.
[4] السيرة النبوية دروس وعبر، للسباعي: ص 68.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست