responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 159
كتابه، واستوضئوا منه ليوم الظلمة؛ فإنما خلقكم للعبادة، ووكل بكم الكرام الكاتبين يعلمون ما تفعلون، ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غُيب عنكم علمه، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل لله فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله، فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم، فيردكم إلى أسوأ أعمالكم، فإن أقوامًا جعلوا آجالهم لغيرهم ونسوا
أنفسهم، فأنهاكم أن تكونوا مثلهم، فالوحا الوحا [1]، ثم النجا النجا، فإن وراءكم طلبا حثيثًا مَرُّه [2] سريع.
وفي رواية أخرى: أين من تعرفون من إخوانكم ومن أصحابكم؟! قد وردوا على ما قدموا، قدموا ما قدموا في أيام سلفهم، وحلوا فيه بالشقوة أو السعادة. أين الجبارون الذين بنوا المدائن، وحففوها بالحوائط؟ قد صاروا تحت الصخر والآبار، أين الوضاءة الحسنة وجوههم، المعجبون بشبابهم؟ أين الملوك؟ وأين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحرب؟ قد تضعضع بهم الدهر، فأصبحوا في ظلمات القبور، لا خير في قول لا يراد به وجه الله، ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله، ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه، ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم.
إن الله تعالى ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب يعطيه به خيرًا، ولا يصرفه عن سوء إلا بطاعته واتباع أمره، وإنه لا خير بخير بعده النار، ولا شر بشر بعده الجنة، واعلموا أنكم ما أخلفتم لله -عز وجل- فربكم أطعتم، وحقكم حفظتم، وأوصيكم بالله لفقركم وفاقتكم أن تتقوه، وأن تثنوا عليه بما هو أهله، وأن تستغفروه إنه كان غفارًا. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم [3].
وهكذا كان الصديق يهتم بالمجتمع فيعظ المسلمين، ويحثهم على الخير، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فهذا غيض من فيض، وقليل من كثير.

2 - القضاء في عهد الصديق:
يعتبر عهد الصديق بداية العهد الراشدي الذي تتجلى أهميته بصلته بالعهد النبوي وقربه منه، فكان العهد الراشدي عامة، والجانب القضائي خاصة، امتدادًا للقضاء في

[1] الوحا الوحا: السرعة السرعة، يقال: توحيت أي: أسرعت.
[2] مره: مروره.
[3] إسناده حسن لغيره، مصنف ابن أبي شيبة: 7/ 144؛ صحيح التوثيق وحياة الصديق: ص 181.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست