responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 158
منه ما عوضه منك. [1] وكان - رضي الله عنه - يحذر الناس البغي، والنكث، والمكر ويقول: ثلاث من كن فيه كن عليه: البغي، والنكث، والمكر. (2)
وكان يعظ الناس ويذكرهم بالله، ومن مواعظه - رضي الله عنه -: الظلمات خمس والسُّرُج خمس: حب الدنيا ظلمة والسراج له التقوى، والذنب ظلمة والسراج له التوبة، والقبر ظلمة والسراج له لا إله إلا الله محمد رسول الله، والآخرة ظلمة والسراج لها العمل الصالح، والصراط ظلمة والسراج لها اليقين. [3] وكان - رضي الله عنه - من خلال منبر الجمعة يحث على الصدق والحياء، ويحث على الاعتبار والاستعداد للقدوم على الله ويحذر من الغرور.
فعن أوسط بن إسماعيل -رحمه الله- قال: سمعت أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - يخطب بعد وفاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بسنة، فقال: قام فينا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مقامي هذا عام أول، ثم بكى أبو بكر ثم قال: (وفي رواية: ثم ذرفت عيناه فلم يستطع من العَبْرَة أن يتكلم)، ثم قال: «أيها الناس: اسألوا لله العافية، فإنه لم يعط أحد خيرًا من العافية بعد اليقين، وعليكم بالصدق فإنه مع البر، وهما في الجنة. وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور، وهما في النار. ولا تقاطعوا ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا. (4)
وقال الزبير بن العوام - رضي الله عنه -: إن أبا بكر قال وهو يخطب الناس: يا معشر المسلمين: استحيوا من الله عز وجل، فو الذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب الغائط في الفضاء متقنعا بثوبي استحياء من ربي عز وجل [5].
وعن عبد الله بن حكيم قال: خطبنا أبو بكر - رضي الله عنه - فقال: أما بعد: فإني أوصيكم بتقوى الله، وأن تثنوا عليه بما هو له أهل، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة، وتجمعوا الإلحاح بالمسألة، فإن الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90]، ثم اعلموا عباد الله أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم، وأخذ على ذلك مواثيقكم، فاشترى القليل الفاني بالكثير الباقي، وهذا كتاب الله فيكم لا تفنى عجائبه، ولا يطفأ نوره، فصدقوا قوله، وانتصحوا

[1] عيون الأخبار: 3/ 62.
(2) مجمع الأمثال للميداني: 2/ 450.
[3] فرائد الكلام للخلفاء الكرام، قاسم عاشور: ص 29.
(4) صحيح التوثيق في سيرة وحياة الصديق: ص 179.
[5] نفس المصدر السابق: ص 182.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست