responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 237
بأخبار الماضين وسير الغابرين من العرب وغيرهم من المتقدمين وفدوا على معاوية أيضاً [1]، والدرس البالغ الأهمية يظهر في أهمية التاريخ للساسة والحكام والملوك والزعماء، فالسياسي المستوعب لحركة التاريخ وسننه ينجح في ميدان عمله أكثر من غيره، فهناك علاقة متينة بين التاريخ والسياسة.

2 ـ اهتمام معاوية بالشعر واللغة:
كان معاوية رضي الله عنه يدرك أهمية الشعر تواقاً له ولم يغب عن حسه أهميته في الدعاية السياسية للدولة، وكان يهتم بتربية أبنائه وأبناء أخيه على تعلم ومعرفة وتذوق الشعر، فقد كتب إلى زياد أن أوفد إلي ابنك، فلما قدم عليه لم يسأله معاوية عن شيء إلا نفذ منه، حتى سأله عن الشعر فلم يعرف منه شيئاً، فقال له: ما منعك من تعلم الشعر، فقال: يا أمير المؤمنين إني كرهت أن أجمع في صدري مع كلام الرحمن كلام الشيطان، فقال معاوية: اغرب؟ فوالله ما منعني في الفرار يوم صفين إلا ابن الاطنابة حيث قال:
أبت لي عفتي وأبى بلائي ... وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وإعطائي على الإعدام مالي ... وإقدامي على البطل المشيح
وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي (2)
ثم كتب إلى أبيه أن روه الشعر، فرواه حتى كان لا يسقط عنه شيء منه [3]، وكان معاوية رضي الله عنه يتمثل بهذه الأبيات كثيراً:
فما قتل السفاهة مثل حلم ... يعود به على الجهل الحليم
فلا تسفه وإن مُلِّئت غيطاً ... على أحد فإن الفحش لوم
ولا تقطع أخاً لك عند ذنب ... فإن الذنب يغفره الكريم (4)
ومن اهتمام معاوية بالشعر حفظه له، فقد دخل ذات يوم على معاوية في مجلسه ابن أبي محجن الثقفي فقال له معاوية: أبوك الذي يقول:
إذا مت فادفني إلى جنب كَرْمة ... تُرَوِّى عظامي بعد موتي عُرُوقُها
ولا تدفننَّي بالفلاة فإنَّني ... أخاف إذا مامت أن لا أَذُوقها

فقال ابن أبي محجن: لو شئت ذكرتُ أحسن من هذا من شعره قال: وما ذاك؟ قال: قوله:

[1] التاريخ العربي والمؤرخون (1/ 95)، الدولة الأموية، حمدي شاهين صـ455.
(2) البداية والنهاية (11/ 426).
[3] الدولة الأموية المفترى عليها صـ457.
(4) البداية والنهاية (11/ 442).
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست