responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 87
الشعبية، فإنها لم تكن سوى أداة في أيدي مساعدي جنكيز خان [1].
4 ـ أساليبهم في الحرب وسلوكهم مع المغلوبين: قبل أن يقوم المغول بغزو إقليم من الأقاليم، كانت تطرح الخطة الحربية ـ التي سوف يتبعونها ـ على بساط البحث في جلسة "القوريلتاي" حتى إذا ما أستقر الرأي على الغزو، أطلق المغول جواسيسهم في بلاد العدو، فيجمعون الأخبار من هنا وهناك، ويستقصون حالة الجيش، ويختبرون حصون المدن، ثم يعودون بهذه المعلومات إلى بلادهم ويطلعون قادة الجيش عليها وبعد ذلك يرسل الخان رسلاً من قبله إلى حكام الأقاليم وسكان المدن يدعونهم إلى التسليم والنزول على طاعته وكانت أعمال المغول الإرهابية تلقي الفزع في نفوس سكان البلاد التي يزمعون الإغارة عليها وكانت قلوبهم تنخلع رعباً وفزعاً حينما يوجهون إليهم إنذارهم المعتاد، "ولسنا نعلم ماذا تفعل بكم الأقدار إذا لم تسرعوا إلى تقديم الخضوع والاستسلام والله وحده هو الذي يعلم ما هو نازل بكم [2]، فإذا رفضوا التسليم وأصروا على المقاومة، تقدم المغول لمحاربتهم، حتى إذا ما شارفوا أبواب المدينة، دعوا الناس للمرة الأخيرة إلى الدخول في طاعتهم، فإذا خرج عظمائهم وذوو الرأي فيهم، وحملوا إليهم الهدايا والتحف، وقبلوا تزويد الجيش المغولي بما يحتاج إليه من مؤن، فإن المغول لا يتعرضون لهم بالأذى، ويكتفون بأن يرسلوا إلى المدينة حاكماً من قبلهم، يصدر الخان مرسوماً بذلك حتى يكون لهذا الحاكم الاحترام والمهابة في النفوس وكان التسليم في هذه الحالة معناه التبعية المطلقة ([3]
وتسليم عشر خيرات الإقليم أو المدينة، أما إذا اتخذ السكان طريق العصيان، وسلكوا سبيل المقاومة خسر المغول خسارة قليلة أمام المدينة المحاصرة، فإنهم لا يعقدون مع أهلها صلحاً في حالة عجزهم على مواصلة القتال واضطرارهم إلى التسليم، بل يصدر الخان أوامره بقتل جميع السكان، لا فرق عنده بين صغير وكبير، ولا بين رجل وإمرأة، كذلك يأمر قواته بتخريب المدينة وإباحة القتل العام، والطريقة المتبعة في ذلك، أن يدعو المغول الأهالي بالخروج إلى ظاهر المدينة، ويبقوا على الصناع وأرباب الحرف وبعد ذلك يرسلونهم إلى تركستان ومنغوليا، ويختارون من بين الأسرى من يصلح للقتال، فيكونون منهم قوات غير

[1] الغزو المغولي لديار الإسلام صـ93.
[2] تاريخ جهانكشاي (1/ 18) للجويني، المغول للصياد صـ 364.
[3] المصدر نفسه صـ 365 ..
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست