responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 88
نظامية، يطلقون عليهم اسم (حشر) ثم يعملون سيوفهم في الباقين، فإذا أصر أهالي المدينة على المقاومة، رغم فرض الحصار عليها مدة طويلة فإن المغول يهاجمونها ويستولون عليها عنوة، أما إذا التقى المغول بجنود أعدائهم في أرض سهلة، فإنهم يهاجمونهم ليلاً ونهاراً حتى ينهكوا قواهم، وتكون النتيجة أما أن يستسلموا لهم، وأما يلوذوا بالفرار، وبعد المعركة يعطي الخان كل محارب من جنوده نصيباً عادلاً من الغنائم والأسلاب، كما يترجل عن حصانه ليعطيه من هو في حاجة إليه [1].
وكانت طريقة القتال التي سلكها المغول وجميع البلاد المتحضرة (الصين وغرب آسيا ثم في روسيا فيما بعد) واحدة على الدوام، فقد كانوا في كل مكان يسوقون سكان القرى العزل أفواجاً لشد أزرهم في حصارهم للمدن الحصينة، واعتاد المغول عند اقتحام الحصون أن يجعلوا هؤلاء السكان التعساء في المقدمة لكي يتلقوا هم السهام المنهالة عليهم، وليمهدوا الطريق للجيش الذي يتبعهم وكانت الأعلام في بعض الأحيان توزع عليهم لإيهام العدو بأن الجيش وافر العدد، ويقال إن عدد المغول عند حصار (خنجد) كان عشرين ألف فقط، بينما كان عدد الأسرى الذين أجبروا على مصاحبة الجيش خمسين ألف نسمة [2]، كذلك كان هؤلاء الأسرى يكلفون بحفر الخنادق، ونصب أدوات الحصار وما يراه المغول ضرورياً من الأعمال الحربية العنيفة الشاقة والأسرى المغلوبون على أمرهم من جراء ذلك معرضون للأخطار الجسيمة، دون أن يجدوا سبيلاً للفرار، إذ أن أعين المغول من ورائهم ساهرة عليهم، حتى إذا ما أنهك الأسرى قوى أعدائهم، يجيء دور المغول للإجهاز عليهم [3]. ووصف ابن الأثير المؤرخ المعروف ذلك وقال: وكانت عاداتهم إذا قاتلوا مدينة، قدموا معهم من أسارى المسلمين بين أيديهم يزحفون ويقاتلون، فإن عادوا قتلوا، فكانوا يقاتلون كرهاً، وهم المساكين، كما قيل كالأشقر، أن تقدم ينحر وأن تأخر يعقل، وكان هم يقاتلون وراء المسلمين، فيكون القتل في المسلمين الأسارى، وهم بنجوة منه [4].
وكذلك برع المغول في الالتجاء إلى وسائل الخداع والتمويه، فكانوا إذا حاصروا مدينة من المدن وطال حصارهم لها دون جدوى تظاهروا برفع الحصار عنها، والعودة من حيث أتوا، حتى إذا اطمأن أهالي المدينة إلى رحيل أعدائهم وألقوا سلاحهم، عاد

[1] المغول للصياد صـ365.
[2] المصدر نفسه صـ365، دائرة المعارف الإسلامية صـ137.
[3] المغول صـ367 للصياد.
[4] المصدر نفسه صـ 367.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست