responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 119
- 2 - *
عهدنا أدعياء السنّة تجّارًا حاذقين لا يخفى عليهم ما يروج وما يكسد وعرفنا أن رأس مالهم التدجيل وعرفنا أن بضاعتهم هي هذه الأمّة المسكينة التي أحكموا الحيلة في تخديرها بالرؤيا والمنامات والفداء والمكفرات، وزعزعوا عقيدتها في الله بما أثبتوه لأنفسهم من التصرف في الكون أحياءً وأمواتًا ومن مشاركة الخالق فيما تفرّد به من الخلق والأمر، وأفسدوا فطرتها الدينية بما ابتدعوه لها من عبادات ميكانيكية هي إما زيادة في الدين أو نقص منه. وغايتها الانحلال من هذا الدين، وبسطوا أيديهم إلى خلق الشهامة والإباء من نفوسها فقتلوه واستباحوا منها المحرّمات واتّخذوا من ذلك كله ذريعة لابتزاز أموالها.
ولولا أنهم علموا ميل الأمة إلى السنّة وأحسّوا بانعطافها إلى معنى السنّة الحقيقي لما جاءوا بهذه الكبيرة ولما اتخذوا من هذا الاسم حيلة يطيلون بها زمن التخدير، وخدعة شيطانية يتألفون بها الشارد، وحبالة يصطادون بها المتفلّت وما كثر المتفلّتين. ولعلّ هذه الحيلة هي آخر حيلهم.
ونحن- والله- فقد أصبحنا تجّارًا حاذقين لا يخفى علينا ما يدقّ وما يجلّ من أباطيلهما وأوهامهم التي قادوا بها الأمة زمنًا فما قادوها إلا إلى الهلاك، ولكن رأس مالنا الحق نقوله وندفع به عنه ونرشد هذه الأمة المسكينة إليه، ونداوي منها ما جرحته تلك الأيدي القاسية، وفرق ما بيننا وبينهم أننا ندعو إلى السنّة وهم يدعون إلى البدعة، ونحن ندعو إلى أخوة

* نشر هذا المقال في العدد (9) من جريدة "السنّة" بالمقدمة التالية:
كان للمقال السابق صدى في جميع الطبقات، لما رأوا فيه من الحقيقة الواضحة والبيان الناصع، وجاءنا الناس والكتب يتساءلون عن هذا الكاتب النقاد البليغ الذي تركهم يلمسون الحقائق لمسًا ويشاهدونها عيانًا. وها هو اليوم مقاله الثاني يزيدهم بصيرة بالحق ويعرفهم بقوّته وإن بقي اسم الكاتب محجوبًا. وهؤلاء هم رجال الجمعية (جمعية العلماء) وهذه منزلتهم في العلم والدين والبيان.
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست