responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 120
الإسلام نشدّ بكتاب الله حبالها ونجمع بسنّة رسول الله أوصالها وهم يدعونها إلى الفرقة والفرق وخلاف الطرق.
وفرق آخر بيننا وبينهم أننا نذكِّر الأمة بكتاب الله وما صحّ من سنّة نبيّه وهم يذكرونها بالطبل والمزمار.
وأننا لا نسألها أجرًا عما أوجب الله علينا من إرشادها ولا نرزأها شيئًا من مالها ولا نبيع لها الأدعية لتملأ لنا الأوعية ولا نغرّها بالمغفرة ولا نهوّن عليها معصية الله واطراح دينه بالفداء والمكفرات في مقابلة لقم محدودة أو دراهم معدودة ولا نغريها بترك الأسباب اتكالًا على الأنساب، ولا نقرّها على الاستسلام والخضوع لغير الله، ولا نقارضها سكوتًا عن باطلها بنطق في مدحنا، ولا نشرع لها من الدين ما لم يأذن به الله.
أتدرون عواقب ما صنعتم بهذه الأمّة؟ إنكم اقتلعتم ببدعكم كل ما غرس الإسلام فيها من فضائل فمكّنتم فيها لأعراض الانحلال والتفكك والسقوط. وأتيتم على ما فيها من ذكاء ونشاط وعمل فأصبحت بين الأمم وهي مضرب المثل في البلادة والجمود والكسل ولو كنا وحدنا في أرض الله لهان الأمر في الجملة ولكن من ورائنا الأجانب عن هذا الدين يتربّصون به الدوائر فيأخذونكم في عداد أبنائه ويأخذون أعمالكم في عداد أعماله. فهل في أعمالكم ما يبيّض وجه الإسلام ويدفع عنه عادية الألسنة والأقلام، وإن منكم من يرقص أمام أولئك الأجانب رقص القرود وتلبسه شيطانيته فيلتهم الزجاج والحديد والحيات وهم يضحكون ولا رأي لهم إلا أن هذا هو الإسلام وهذه هي تعاليمه وهذه آثاره، ولا منطق لهم إلا أن هؤلاء أتباع طريقة كذا، وطريقة كذا من الإسلام، فهذا هو الإسلام ونحن نقول لهم إن الإسلام لا يعرف طريقة كذا ولا طريقة كذا فهو بريء من هذه البعران والتماسيح وهو من أفعالهم أبرأ.
فأي الفريقين أصدق تعبيرًا على محاسن الإسلام وأحسن تصويرًا لفضائله في نفس الأجنبي؟ أنحن بأقوالنا أم أنتم بأفعالكم؟
أرأيتم كيف تلجئنا الضرورات إلى البراءة منكم إلجاءً وتدفعنا إليه دفعًا لا نملك معه الإرادة إذا كان لا يستقيم لنا الدفاع عن هذا الدين إلا بذلك، وهما أمران ما من أحدهما بد فإمَّا أن أفعالكم حق فالإسلام بكتابه وسنّته وهدي أَئِمَّته باطل، وإما أن الإسلام هو الحق فأنتم وأعمالكم تكونون ماذا؟
وأخرى- ألا تدرون أن هناك محاضرات تلقى وخطبًا تتلى وكتبًا تطبع وتنشر وجمعيات تقوم بجميع ذلك- كل ذلك (لِلطَّعْن) في الإسلام بكم وبأفعالكم واتخاذكم حجّة عليه.

نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست