responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 227
الفصل الرابع: الإسلام دين ونظام حياة.
إذا قلنا أن الإسلام دين ونظام حياة فهو كذلك، ذلك أن ما في الإسلام من تشريع وأحكام يتناول حياة المسلم في جميع أطوارها، فقد أتاح للمسلم الفرصة لينظم حياته تنظيما صالحا يعود عليه وعلى من يساكنه بالسعادة والراحة فقد رسم له الإسلام ما يجب له وما يجب عليه في حياته الأولى هذه، إذ أمره بأن يكون موحدا لخالقه بحق، لتتحقق بذلك عبوديته - مطيعا لربه الذي لا رب - بحق - غيره، فتكون عقيدته مبنية أساسا على التوحيد، وكذلك عبادته وطاعته فهي لله وحده؟ كما نظم له حياته مع من يعاشره فوق هذه الأرض، بأحكام تجعل منه المواطن الحر الصالح للحياة مع غيره بسلام وطمأنينة ووئام، وتلك هي عين السعادة والراحة.
والدين ضروري للبشر - خلافا للجهلة وأشباههم من الملاحدة - لأنه لازم للإنسان، إذ هو فطرة الله التي فطره عليها، فلزمه ذلك، فالذين يحاولون أن يستغنوا عن الدين هم قوم أرادوا أن يخرجوا عن الفطرة، ويتركوا الحق والواقع، ويتبعوا الباطل والهوى، كما جاء في الحديث النبوي الشريف: ((كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو يمجسانه، أو ينصرانه)). (1)
فالدين الحق السماوي من الله، والإنسان مخلوق لله، وهو أعلم بعبده منه هو بنفسه.
فالأديان السماوية إنما جاءت لتربية الإنسان وتأديبه وتهذيبه - والإنسان لا يستغني عن التأديب والتهذيب كيفما كان - فيها المأمور به المشتمل على ما يزكي النفس البشرية، ويرتفع بها من حيوانيتها البهيمية إلى الإنسانية العاقلة، وفيها المنهي عنه الذي لا يتفق مع إنسانيته المكرمة بالعقل والإدراك.
فالذين أنكروا الدين، ورأوه غير لازم لحياة الإنسان هم قوم من الجهل والغباوة بمكان ... ولو كانوا من أعلم الناس ببعض طرق الحياة، بل ولو كانوا من مخترعي ما يحتار فيه العقل البشري، فهم أجهل الناس بحقيقة أنفسهم؟ فجهل الإنسان بحقيقة نفسه جعله ينكر وجود خالقه، وما تبع

(1) أخرجه الطبراني وغيره.
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست