responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 228
ذلك الاعتراف بالموجود من طاعة وتعظيم وغيرهما، لهذا جاءت الأديان السماوية لتعرف الإنسان المغرور المخدوع بالمظاهر، تعرفه من هو؟ وكيف جاء إلى هذه الحياة؟ وما هي المهمة التي جاء من أجلها؟ فمن تدبر الآيات الكونية، أو تدبر الآيات القرآنية اهتدى إلى حقيقة نفسه وسر وجوده مثل قول الله: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [1] وقوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِالخ ...} (2)
فالذي أنكر الدين أنكر الديان - وهو الله تعالى - والمنكر للدين منكر لوجود الخالق الصانع لهذا العالم، ذلك أنه لا يمكن وجود مصنوع بدون صانع، وهل يتصور الإنسان العاقل المميز وجود شيء مصنوع من غير صانع أوجده؟ فهل يصدق الإنسان العاقل بوجود دار - مثلا - عالية متقنة البناء، ذات طبقات متعددة رافعة رأسها، من الإتقان على جانب كبير، هذه الدار وهي على ما وصفنا وجدت بدون مهندس وضع تصميمها، وبغير بنائين مهرة بنوها، وصنعة ماهرين صاغوها ذلك الصوغ العجيب، في شكل جذاب خلاب، كما وجدت أبوابها وشبابيكها بلا نجار أو نجارين عارفين مهرة صنعوا أبوابها حسب التصميم والذوق السليم، هل يوجد هذا كله من تلقاء ذاته؟ هذا أمر مستحيل لا يصدقه عقل مدرك ... ؟؟؟؟
أن العاقل المدرك إذا وجهت إليه هذه الأسئلة فإنه يبادر بالجواب الصحيح بالبداهة بأن ذلك لا يكون، - وهو وجود الشيء من غير موجد له - أبدا، لأنه مشاهد محسوس، يدرك بالبداهة، فكيف ينكر ذلك قوم أعماهم الجهل عن رؤية وتأمل صنعة الصانع الحكيم، الخالق العليم وهو رب العالمين؟
من المنكرين لوجود الخالق من قال: إن الطبيعة هي التي أوجدت هذا العالم، بمعنى أنه إذا نزل المطر نبت الزرع - مثلا - وجميع الخضر وغيرهما من تلقاء ذاته ... فيقال لهم: (والمطر من أنزله؟ والطبيعة من أوجدها؟) أهي أوجدت ذاتها؟ وهذا أمر مستحيل عقلا، لا يصدقه إلا الأبله الغبي، ولماذا لا تعطينا هذه الطبيعة القمح - مثلا - بدون حرث الأرض، وبذر الحب، والسقي والرعاية؟ فلو اعتمد الفلاح على الطبيعة من غير عمل وعلاج

[1] الآية 85 من سورة الإسراء.
(2) الآية 36 من سورة والذاريات.
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست