responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 116
وقال الطبري مبيناً إهتداء العبد وهداية الله له: ويزيد من سلك قصد المحبة واهتدى لسبيل الرشد فآمن بربه وصدق بآياته، فعمل بما أمره به، وانتهى عمن نهاه عنه هدى على هداه وذلك نظير قوله: وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ
إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا" [1] (التوبة، آية: 124).
إن ترتيب الوقائع في الآية يستوقف النظر، والذين اهتدوا بدأوا هم بالإهتداء، فكافأهم الله بزيادة الهدى، وكافأهم بما هو أعمق وأكمل " وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ"، والتقوى حالة في القلب تجعله أبداً واجفاً من هيبة الله، شاعراً براقبته، خائفاً من غضبه، متطلعاً إلى رضاه، متحرجاً من أن يراه على هيئة أو في حالة لا يرضاها، هذه الحساسية المرهفة هي التقوى، وهي مكافأة يؤتيها من يشاء من عباده حين يهتدون هم، ويرغبون في الوصول إلى رضى الله [2].

6 ـ الدعاء:
إن من أسباب الهداية حسب سنته سبحانه وتعالى أن يسأل العبد ربه ذلك لأن ما يستطيعه العبد هو فعل الأسباب، وأما ما تحقق النتيجة وهي الهداية إلى الصراط المستقيم، والإعانة والإلهام والتوفيق والتثبيت على الحق، فهي من شأن الله وفعله، لا يقدر على ذلك إلا هو سبحانه وتعالى، فالعبد إذا فعل الأسباب التي يقدر عليها سأل الله ما لا يقدر عليه وهو الهداية، كمن يتعاطى العلاج للشفاء من المرض، ثم يسأل الله عز وجل الشفاء لأنه هو الشافي والدواء إنما هو مجرد سبب ـ والأسباب لا تؤدي إلى نتائجها إلا بمشئة الله ـ ووفق قدر خاص لكل شئ منه سبحانه [3].

[1] تفسير الطبري (16/ 119) السنن الإلهية (1/ 240).
[2] في ظلال القرآن (6/ 3294).
[3] السنن الإلهية (1/ 241).
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست