responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القانون في الطب نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 334
لسُقُوط قوّتها لصغرها تصير أنفذ فَيحصل بِسُرْعَة فِي عُضْو غير الَّذِي يقف فِيهِ إِذا كَانَ كثيرا فيصدر فعله عَنهُ فِيهِ كَمَا حكى جالينوس: أَنه اتّفق أَن أفرط فِي سحق أخلاط الكموني فإنقلب مدراً للبول بعد مَا هُوَ فِي طَبِيعَته مُطلق للطبيعة فَيجب أَن لَا يُبَالغ فِي سحق الْأَدْوِيَة اللطيفة الْجَوَاهِر بل إِنَّمَا يجب أَن يُبَالغ فِي سحق الْأَدْوِيَة الكثيفة الْجَوَاهِر وخصوصاً إِذا أُرِيد تنفيذها إِلَى غَايَة بعيدَة وَكَانَت كثيفة ثَقيلَة الْحَرَكَة مثل أدوية الرئة إِذا كَانَت معمولة من البُسْد واللؤلؤ المرجان والشاذنج وَمَا أشبههَا. وَأما أَحْكَام الإحراق: فَإِن من الْأَدْوِيَة مَا يحرق لينقص من قوّته وَمِنْهَا مَا يحرق ليزاد فِي قوته. وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الحادة اللطيفة الْجَوَاهِر أَو معتدلتها فَإِنَّهَا إِذا أحرقت انْتقصَ من حرهَا وحدّتها بِمَا يتحلّل من الْجَوْهَر الناري المستكن فِيهَا مثل الزاجات والقلقطار. وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي جواهرها كثيفة وقوتها غير حارة وَلَا حادّة فَإِن الإحراق يفيدها قُوَّة حادة مثل النورة فَإِنَّهَا كَانَت حجرا لَا حدّة فِيهِ فَلَمَّا أحرق اسْتَحَالَ حاداً. فالدواء يُحْرَق لأحد أغراض خَمْسَة: إِمَّا لِأَن يكسر من حِدته وَإِمَّا لِأَن يفاد حدّة وَإِمَّا لتلطيف جوهره الكثيف وَإِمَّا لِأَن يهيأ للسحق وَإِمَّا لِأَن تبطل رداءة فِي جوهره: مِثَال الأول: الزاج والقلقطار وَمِثَال الثَّانِي: النورة وَمِثَال الثَّالِث: السرطان وَقرن الإيل الَّذِي يحرق وَمِثَال الرَّابِع: الإبريسم فَإِنَّهُ يسْتَعْمل فِي تَقْوِيَة الْقلب وَإِن يسْتَعْمل مقرضاً أولى من أَن يسْتَعْمل محرقاً لكنه لَا يبلغ التقريض من تَصْغِير أَجْزَائِهِ مبلغا كَافِيا إِلَّا بصعوبة فيحرق وَمِثَال الْخَامِس: إحراق الْعَقْرَب فِي غَرَض اسْتِعْمَاله للحصاة. فَأَما الْغسْل فَإِنَّهُ يسلب كل دَوَاء مَا يخالطه من الجوهرالحاد اللَّطِيف ويسكن مِنْهُ ويعدله. فَمِنْهُ مَا يبرد بِهِ بعد الْحَرَارَة المفرطة وَهَذَا كل دَوَاء أرضي اسْتَفَادَ من الإحراق نارية فَإِن الْغسْل يُبرئهُ عَنْهَا مثل النورة المغسولة فَإِنَّهَا تبقى معتدلة وَيَزُول إحراقها. وَمِنْه مَا لَيْسَ الْغَرَض تبريده فَقَط بل الْغَرَض مِنْهُ التَّمَكُّن من تَصْغِير أَجْزَائِهِ وتصقيلها حَتَّى يبلغ الْغَايَة مثل سحق التوتيا فِي المَاء. وَمِنْه مَا يغسل لتفارقه قُوَّة لَا ترَاد مثل الِاسْتِقْصَاء فِي غسل الْحجر الأرمني واللازورد حَتَّى تفارقها الْقُوَّة المغثية. وَأما الجمود: فَإِن كل دَوَاء جمد فالقوة اللطيفة فِيهِ تبطل وتزداد بردا اٍ ن كَانَ بَارِد الْجَوْهَر. وَأما الْمُجَاورَة فَإِن الْأَدْوِيَة قد تكتسب بالمجاورة كيفيات غَرِيبَة حَتَّى تستحيل أفعالها فَإِن كثيرا من الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة تصير حارة التَّأْثِير لاستفادتها من مجاورة الحلتيت والإفربيون والجندبيدستر والمسك كَيْفيَّة حارة. وَكثير من الْأَدْوِيَة الحارة تصير بَارِدَة التَّأْثِير لاستفادتها من مجاورة الكافور والصندل كَيْفيَّة بارعة. فَيجب أَن يعلم هَذَا من أَمر الْأَدْوِيَة ويجتنب الْأَجْنَاس الْمُخْتَلفَة بَعْضهَا من مجاورة بعض. وَأما أَحْكَام الممازجة: فَإِن الْأَدْوِيَة تقوّي أفعالها بالممازجة وَتارَة تبطل أفعالها بالممازجة وَتارَة تصلح وتزول غوائلها. مِثَال الأول: أَن بعض الْأَدْوِيَة يكون فِيهِ قُوَّة مسهلة إِلَّا أَنَّهَا تحْتَاج إِلَى معِين إِذْ لَيْسَ لَهَا فِي طبعها معِين قوي فَإِذا قارنها الْمعِين فعلت بِقُوَّة مثل التربد فَإِذا لَهُ قُوَّة مسهلة لكنه ضَعِيف الحدة فَلَا يقوى على تَحْلِيل شَدِيد فيستفرغ مَا حضر

نام کتاب : القانون في الطب نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست