responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 47
للبابوات عليهم سلطان إلا السلطان الروحي وحده.
فاستبدلت أوروبا في الحقيقة طغيانًا بطغيان مع فارق واحد، أن الطغيان الجديد يبعد تدريجيا ويبعد الناس معه عن سلطان الدين! وفضلًا عن ذلك فقد كان انشقاق الملوك عن سلطان الباب يتخذ شكلًا قوميا متزايدًا، تسانده العوامل الأخرى -السياسية والاقتصادية- التي أحاطت بأوروبا وشجعت على ظهور القوميات، التي كان لها دور كبير في بروز الصراعات الحادة في أوروبا أولًا، ثم في العالم كله في صورة حروب استعمارية فيما بعد، بالإضافة إلى ما أثبتناه من قبل من تعميق الفصل بين السياسة والدين.

هـ- الطغيان العلمي:
كان المفروض أن يأتي الحديث عن الطغيان العلمي بعد الحديث عن الطغيان العقلي والفكري فإنه وثيق الصلة به. ولكنا أخرنا الحديث عنه باعتبارين:
الأول: أنه جاء متأخرًا في الترتيب الزمني إذ حدث في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلاديين بينما كانت ألوان الطغيان الروحي والعقلي والمالي والسياسي قائمة في العالم المسيحي قبل ذلك بعدة قرون، والثاني أنه في الحقيقة لون جديد من الطغيان غير الطغيان العقلي الذي كان سائدًا من قبل بمنع المناقشة والتفكير في أمر الأسرار المقدسة المتصلة بالعقيدة، فقد كان هذا الطغيان الجديد يفرض على العقول ألا تفكر في أمور الكون المادي بما تقتضيه الملاحظات والمشاهدات العلمية، وأن تلتزم بالتفسيرات الكنسية لما جاء من إشارات في التوراة عن شكل الأرض وعمر الإنسان، ولو خالفت هذه التفسيرات كل حقائق العلم النظرية والعملية على السواء!
بدأت القصة، أو بدأت الزوبعة حين قال العلماء إن الأرض كروية وإنها ليست مركز الكون! ويعرف التاريخ الأوروبي من أبطالها ثلاثة أسماء شهيرة غير الأسماء الأخرى التي لم تلمع على صفحات التاريخ، وهؤلاء هم: كوبرنيكوس وجردانوبرونو وجاليليو.
الأول: عالم فلكي بولندي ما بين 1473 و1543م.
والثاني: فيسلوف إيطالي عاش ما بين 1548 و1600م.
والثالث: عالم فلكي إيطالي عاش ما بين 1564 و1642م.

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست