responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غاية المرام في علم الكلام نویسنده : الآمدي، أبو الحسن    جلد : 1  صفحه : 259
من تِلْكَ الرُّتْبَة بِحَيْثُ تكون نِسْبَة أحد الشَّيْئَيْنِ إِلَى الآخر بالمعية والتقدم أَو التَّأَخُّر بِالذَّاتِ وَإِن جَازَ أَن تكون الْمَعِيَّة من رتبتها مجامعة للتقدم والتأخر من رُتْبَة أُخْرَى كالمعية بالشرف والتقدم بِالزَّمَانِ وَنَحْوه ثمَّ بَين ذَلِك وَحكى مَا قرر من بَيَان إِمْكَانه الْعَالم بِاعْتِبَار ذَاته وافتقاره إِلَى مُرَجّح خَارج وَوُجُوب تقدم الْمُرَجح عَلَيْهِ ذاتا ووجودا وَامْتِنَاع تحقق الْمَعِيَّة بِكُل حَال بَينهمَا فَقَالَ
إِذا ثَبت أَن الْعَالم مفتقر فِي جَانب وجوده إِلَى مُرَجّح وَجب أَن نفرض الْمُفِيد لَهُ مُتَقَدما على وجوده ذاتا ووجودا إِذْ الْمُفِيد مُسْتَحِيل أَن يقارن وجوده وجود المستفيد من حَيْثُ هما كَذَلِك وان قدرت الْمُقَارنَة بَينهمَا فِي الْوُجُود كَمَا فِي حَرَكَة الْيَد مَعَ حَرَكَة الْخَاتم فَلَيْسَ يتَصَوَّر إِلَّا أَن يَكُونَا قد أخذا وجودهما عَن امْر خَارج عَنْهُمَا لَا أَن يكون أَحدهمَا سَببا وَالْآخر مسببا وَإِذا كَانَ الْمُفِيد لَهُ سَابِقًا عَلَيْهِ ذاتا ووجودا فيستحيل أَن يكون مَعَه بالوجود والذات إِذْ قد بَان أَن الْمَعِيَّة من كل رُتْبَة لَا تجامع التَّقَدُّم وَلَا التَّأَخُّر من رتبتها بِالنّظرِ إِلَى جِهَة وَاحِدَة وَلَا جَائِز أَن يكون مَعَه بِالزَّمَانِ وَلَا الْمَكَان والا كَانَ وجود البارى زمانيا ومكانيا إِذْ الْمَعِيَّة من جِهَة المضافات كالأخوة والأبوة وَإِن كَانَ أحد الشَّيْئَيْنِ مَعَ الآخر بالأخوة كَانَ الآخر مَعَه بهَا وَلَا يجوز أَن يكون مَعَه بالفضيلة والشرف إِذْ كَيفَ يكون النَّاقِص المفتقر إِلَى غَيره فِي وجوده مُسَاوِيا فِي الْفَضِيلَة لما وجوده بِذَاتِهِ غير مفتقر إِلَى غَيره وَكَذَا لَا جَائِز أَن يكون مَعَه بالطبع والا كَانَ وجوده مُقَارنًا لوُجُوده وَقد فرض مقدما فَإِذا قد لزم القَوْل بالتقدم وَانْتِفَاء الْمَعِيَّة بِكُل حَال وَثَبت أَن البارى كَانَ وَلم يكن مَعَه شئ وَأَن كل مَا أوجده فَلَا يكون إِلَّا عَن سبق عدم عَلَيْهِ
ولربما اورد فِي سِيَاق كَلَامه مَا يشْعر بِزِيَادَة تَقْرِير لهَذَا الْمَعْنى وَهُوَ أَن الْعَالم إِذا كَانَ مُمكنا بِاعْتِبَار ذَاته فالوجود لَهُ عرض مَأْخُوذ من الْغَيْر والعدم لَهُ ذاتى مَأْخُوذ من ذَاته وَمَا هُوَ ذاتى للشئ يكون سَابِقًا على مَا هُوَ عرضى بِالنِّسْبَةِ اليه فالعالم إِذا فِي وجوده مَسْبُوق بموجود هُوَ وَاجِب الْوُجُود بِذَاتِهِ وتقدمه هُوَ ثَابت لذاته وَمَا لَهُ أول والعدم سَابق على وجوده سبقا ذاتيا كَيفَ يكون وجوده مَعَ وجود مَا لَا أول لوُجُوده وَلَا عدم يسْبقهُ

نام کتاب : غاية المرام في علم الكلام نویسنده : الآمدي، أبو الحسن    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست