responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 215
أن يكون لما أسندت الحوادث إليه لاعتقادهم به الجالب لها والسّابق سمّي مسندا، وكان يجب أن يقال: المسند إليه فحذف إليه تخفيفا. ومن أسمائه: عوض، يقال: لا أفعله عوض العائضين ودهر الدّاهرين، قال الأعشى:
رضيعي لبان ثدي أم تقاسما ... بأسحم داج عوض لا يتفرّق
و (عوض لا يتفرق) يفتح ويضم، وقد جاء عوض كلمة يقسم بها يقال: عوض لا يكون ذلك أبدا. وروي بيت الأعشى: (بأسحم داجي العوض) وفسّر على أنّ عوض كلّ شيء جوفه. ويستعمل في الزّمان، فيقال: عوض اللّيل أي مثناه.
وحكى بعضهم أنّ عوض اسم للضمّ وأنشد: (حلفت بمايرات حول عوض) وقال بعضهم: يجوز أنّ استعمالهم إيّاه في القسم من حيث كان في الأصل اسما للضم، فأمّا استحقاقه للبناء فمن حيث كان متضمنا معنى لام التّعريف، فمن فتحه فلأنّ الفتح أخفّ الحركات، ومن ضمّه فلأنّه شبّه بقبل وبعد.
قال الشّيخ: ويجوز أن يكون عوض في الأصل مصدر عاضه يعوضه عوضا وعياضا.
وجعل اسما للزّمان، والمعنى ما عوض الدّهر النّاس من أيّامه لأنّ الدّهر ليل ونهار يتعاقبان ويتعوّضان، والعوض والعياض والعوض البدل، ويقال: هو عوض لك وعياض لك أي عوض.
والمصادر تقام مقام أسماء الفاعلين والمفعولين. ومعنى العائضين النّاس المقيمون في العوض فأمّا قوله: وهل عائض منّي وإن جلّ عائض. فالمراد به هل معط للعوض منّي بمعط وإن جلّ أمره وعظم شأنه. والمعنى لا يفي عوض من الأعواض بي وإن جلّ، لأني أكون أفضل من كلّ عوض. ويقال: عضته كذا فاعتاضه، كما يقال: وهبت له كذا فاتهبه، وقضيته الدّين فاقتضاه، وعلى هذا قيل في الشيء: هذا لا يعتاض منه، وأنشد صاحب العين شعرا:
يا ليل أسقاك البريض الوامض ... والدّيم الغادية الفضافض
هل لك والعارض منك عائض ... في هجمة يعذر منها القابض
سدس وربع تحتها فرائض
أي هل لك في العارض منك على الفضل، قال: كان من قصته أنّ رجلا خطب ليلى، فقال: أعطيك مائة من الإبل يدع السّائق منها إذا ساقها بعضا لكثرتها فلا يطيق شلّها وأنا معارضك، أي معطيك الإبل مهرا، وأنا آخذ نفسك، فأنا عائض قد عضت أي صار العوض كلّه لي، فالفضل في يدي. ومنه قولهم: لا أفعله يد الدّهر، وجدى الدّهر، فمعنى يد الدّهر

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست