responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 89

6 ـ هارون.. والصراع مع القيم:

بالإضافة إلى كل ما سبق؛ فإن أخطر جريمة لهارون ونظرائه من المستبدين تلك الصورة المشوهة التي صوروا بها الشخصية الإسلامية؛ والتي تبعهم فيها للأسف الكثير من العلماء والوعاظ الذين اعتبروه قدوة ونموذجا مع ما مارسه في حياته من جرائم أصابت الإنسانية جميعا، ابتداء من المسلمين.

ومن الأمثلة على ذلك أنك إذا ذكرت لأحدهم تلك الفتنة الكبرى التي أوقعها في الأمة بسبب تقسيمه البلاد الإسلامية بين أولاده، والتي انجر عنها حرب أهلية طويلة حصدت أرواح عشرات الآلاف من المسلمين، صادر على المطلوب، وراح ردد عليك بكل برودة ما قاله الشيخ ابن جبرين في فتاواه ـ عندما سئل عما ورد في كتب التاريخ والأدب من لهوه وشربه الخمر ـ: (هذا كذب صريح، وظلم قبيح، فإن هذا الخليفة من خيرة الخلفاء، وكان يحج عاماً، ويغزو عاماً، وقد فتح الله في زمنه الكثير من البلدان، واتسعت رقعة الإسلام، واستتب الأمن، وعم الرخاء، وكثر الخير، بما لا نظير له، ثم إن هذا الخليفة كان حسن السيرة والسريرة، يجالس العلماء، ويأخذ منهم، ويسمع المواعظ ويبكي، ويخشع ويكثر العبادة والتهجد والقراءة والذكر، كما ذكر في سيرته المشهورة التي أفردت بالتأليف، فأما هذا الكتاب فإنه أكاذيب مختلقة، لا حقيقة لها، وإنما لَفَّقَه شخص لا أمانه له، وأراد بذلك شغل الأمة عن واجباتها، وإضاعة الأوقات في قراءة أو سماع تلك الخرافات، فلا يغتر به) [1]

أو ما ذكره قبله ابن خلدون عندما راح يستعمل كل الحيل ليكذب كل تلك الروايات التي تتحدث عن انحرافاته الأخلاقية مع كثرتها، ومع كونها من نفس المصادر التي يستند إليها في إثبات صلاحه، مختصرا دفاعه فيما روي من روايات تدل على عبادته، من غير أن


[1] فتاوى إسلامية: (4/487)

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست