responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 88

الجزية، وأن القصد منها حماية أهل الذمة، مع أن نقفورا ودولته لم يكونوا من أهل الذمة، ولم يكلف المسلمون بحمايتهم.

وهؤلاء الذين يبررون موقف هارون ويفخرون به، لا يكتفون بالفخر بتلك الرسالة البذيئة التي لا تمثل أخلاق المسلمين، وإنما يفخرون أيضا بذلك التخريب الذي قام به هارون، وتلك الغنائم التي عاد بها، بما فيها استعباده لابنة ملكها، وضمها إلى جواريه ومحظياته؛ فهل هذا هو الإسلام؟.. وهل هذا هو الحاكم المسلم الذي يعد العدة، ويسير الجيوش ليحقق ذلك الهدف الأعظم وهو تخريب البلاد واستعباد العباد؟

لقد كان في إمكان هارون ـ لو كان رشيدا ـ أن يفتح صفحة جديدة مع هذا الملك، أو الملكة التي قبله، ويوفر لهم الخدمات والإعانات التي تتيح للمسلمين الانتشار بينهم للدعوة إلى الله، والتعريف بالإسلام الإلهي، لكنه لم يفعل.. لأن ذلك لن يتيح له تلك الغنائم ولا تلك المحظيات والجواري.

وأحب أن أذكر في الأخير للذين يفخرون بتلك الحادثة، ويعتبرونها نموذجا للعزة الإسلامية أن يخففوا من فرحهم قليلا، ذلك أن ابن كثير نفسه بعد إيراده للحادثة قال: (فلما رجع من غزوته، وصار بالرقة نقض الكافر العهد وخان الميثاق، وكان البرد قد اشتد جدا، فلم يقدر أحد أن يجئ فيخبر الرشيد بذلك لخوفهم على أنفسهم من البرد، حتى يخرج فصل الشتاء)[1]

وهكذا لم تحقق تلك الغزوة أهدافها.. لكن هارون حقق أهدافه.. فهو لم يذهب إلى هناك إلا لأجل تلك الأموال، ومعها تلك المحظيات.. وهذا ما يفسر لنا سر الغزوات التي كانت مفتوحة دائما.


[1] المرجع السابق، (10/ 209)

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست