responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 96

لكن الله تعالى مع ذلك، وبعزته وقدسه، يحجب من يستغرق في الأكوان، ويغفل عن الحقائق المختفية وراءها، وبذلك كان الله تعالى ظاهرا للصادقين المخلصين، يرونه من خلال آياته، وفي نفس الوقت باطنا عن الغافلين الذين انشغلوا بالآيات عن صاحبها:

ما خلقت لك العوالم إلا ***   *** لتراها بعين من لا يراها
فارق عنها رقي من ليس يرضى ***   *** حالة دون أن يرى مولاها

وقد قال بعض الحكماء في ذلك: (أباح لك الله أيها الإنسان أن تنظر ماذا في السموات والأرض من النور اللطيف الذي قامت به الأشياء، وما أباح لك أن تقف مع ذوات المكونات، تقف مع القشر وتحجب عن اللب)([146])

وعبر عن ذلك آخر بحكمة جميلة قال فيها: (الأكوان ظاهرها غرة، وباطنها عبرة، فمن وقف مع ظاهرها كان محجوبا، ومن نفذ إلى باطنها كان عارفا محبوبا)

وعبر عن ذلك آخر، فقال: (إنّ الله موجود عند الناظرين في صنعه مفقود عند الناظرين في ذاته)

وذكر آخر مراتب الخلق في التعرف على الله تعالى من خلال آياته، فقال: (الموجودات بأسرها، لما كانت مظاهر الحق سبحانه وتعالى، ومنازل تدليه ومرائي تجليه على تفاوت درجتها، ومراتب تعيناتها، انقسم الناس في شهودهم للحق بحسبها إلى ثلاثة أقسام: أولها: العالم المحجوب، انحجبوا بصور العالم عن رؤية معناه المقيم له.. وثانيها أهل الشهود الحالي المستهلكون في الله تعالى، نفوا وجود العالم، ولم يقروا بوجود شيء سوى الحق.. وثالثها: أهل كمال الشهود، الذين رأوا الحق في مجاليه)([147])


[146] إيقاظ الهمم فى شرح الحكم، ص: 322.

[147] كمال الدين القاشاني، لطائف الأعلام في إشارات أهل الإلهام، ص 526.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست