responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 95

41]

وقال مشيرا إلى آياته الكثيرة الدالة عليه، والتي لا نهاية لها، ولا لدلالاتها: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ الله مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: 164]

وأمر المحجوبين عنه، وعن ظهوره، أن ينظروا إلى الأشياء بعين البصيرة، لا بعين البصر وحده، للسير منها إليه، والاستدلال بها عليه، فقال: ﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ إلى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ [الغاشية: 17 - 20]

وغيرها من الآيات الكثيرة التي تجعل الكون كله مرآة تتجلى فيها حقائق المعرفة الإلهية، فالكون كله كتاب للدلالة على الله والتعريف به، لذلك كان من المستغرب أن يجهل أحد ربه، وهو بذلك الظهور، كما قال الشاعر:

لقد ظهرت فلا تخفى على أحد ***   *** إلاّ على أكمه لا يبصر القمرا
لكن بطنت بما أظهرت محتجبا ***   *** وكيف يبصر من بالعزة استترا؟

بل إن العارفين بالله، ونتيجة لليقين العظيم الذي يحصل لهم، لا يعرفون الله من خلال كونه، وإنما يعرفون الكون من خلال معرفتهم بالله، كما روي في المناجاة المعروفة: (كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك، أ لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك)

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست