responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 7

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تشكرني على تلك الرسائل التي أجبتك فيها على منازل النفس المطمئنة، وأخبرتني أنك استطعت من خلالها أن تفهم الأصول الكبرى للتزكية والترقية، مع الكثير من تفاصيلها، وأن ذلك العلم لم يعد محصورا فقط في عقلك، وإنما تسلل إلى نفسك وجوارحك؛ فكساها بكل ألوان الفضائل.

وأخبرتني أنك بسبب رفع همتك عن الأكوان.. صرت تطمح إلى التعرف على حقائق الوجود والكون والإنسان والحياة.. وأنك لذلك لجأت إلى الكثير من كتب العرفان، لكنك لم تستطع فهم مضامينها، ولا فك ألغازها، ولا التعرف على الحقائق المنطوية في مفرداتها ومصطلحاتها الكثيرة.

وأخبرتني أن الأمر لم يتوقف على ذلك، وإنما شعرت بإنكار نفسك لبعض ما يذكرونه في تلك الكتب، التي ألفها من يعتبرون أنفسهم أو يعتبرهم أصحابهم من كبار العارفين والحكماء والقديسين والأولياء الذين لا يجوز مناقشتهم، ولا نقدهم، لأن علومهم من مشكاة الغيب، لا من مشكاة الشهادة.

وأخبرتني أن ذلك أزعجك كثيرا، لأنك صرت تشعر أنك لست أهلا لتلك المعارف العظيمة، وأن جهلك بمفرداتها ومصطلحاتها وألغازها سيجعلك في مرتبة العوام الذين لا يحلمون أبدا أن يصلوا إلى مرتبة الخواص، أو خواص الخواص.

وقد ذكرت لي أمثلة كثيرة عما ذكروه مما لم تستسغه نفسك، ولا عقلك، من أمثلة الحروف وأسرارها، والعلوم وأنواعها، والفتوح وأسبابها، وغير ذلك مما لم تجده في نفسك رغم مجاهداتك الكثيرة.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست