responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 385

منعّمون، وهم والنّار كمن قد رآها، فهم فيها معذّبون) ([429])

وقال في أول خطبة في خلافته: (الفرائض، الفرائض! أدّوها إلى اللّه تؤدّكم إلى الجنّة)([430])

ومنها قوله في بعض خطبه: (عباد اللّه، أوصيكم بتقوى اللّه، فإنّها حقّ اللّه عليكم، والموجبة على اللّه حقّكم، وأن تستعينوا عليها باللّه، وتستعينوا بها على اللّه، فإنّ التّقوى في اليوم الحرز والجنّة، وفي غد الطّريق إلى الجنّة) ([431])

هذا جوابي على أسئلتك ـ أيها المريد الصادق ـ فاسع لأن تجمع بين عبودية العارفين وأدبهم؛ فكلما عظمت المعرفة، كلما عظم معها الأدب، وكلما عظم الأدب، كلما تعاملت مع الحقائق بحسب ما تتطلبه من الانفعالات والمشاعر.. فليس من الأدب أن تسمع اسم الجنة، ثم لا تهتز شوقا إليها، ولا أن تسمع اسم النار، ثم لا تتألم خوفا منها.. فالله تعالى ما أورد لك ذلك إلا لتعبده بتلك المشاعر.. فلكل لطيفة من اللطائف عبوديتها الخاصة بها.

فمثلما تكون عبودية سماعك لأذان الصلاة مسارعتك لأدائها، وعبودية رؤيتك لشهر الصيام مسارعتك للصيام.. فإن عبودية سماعك أو تذكرك لوعد الله أن تهتز شوقا إليه، وحرصا عليه.. وعبودية سماعك لوعيد الله أن تمتلئ مخافة وخشية، وتمد يديك بالدعاء والتضرع مثلما كان يفعل الأنبياء وأئمة الهدى.


[429] نهج البلاغة: الخطبة رقم (193)

[430] نهج البلاغة: الخطبة رقم (167)

[431] نهج البلاغة: الخطبة رقم (191)

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست