responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 348

النحل بكيفية صنعة العسل، والثمار المرتبطة بها، من العلوم التي خص بها النحل، ويجهلها غيره.

وهكذا قال عن الهدهد: ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴾ [النمل: 22]، ولم يعاتبه سليمان عليه السلام على قوله هذا، لعلمه أن لكل شيء قدراته الخاصة به.

وهكذا يقال عن تعلم موسى على يدي الخضر عليهما السلام، لا يدل على فضل الخضر عليه.. ذلك أن لكل منهما علومه الخاصة به.

ولذلك؛ فإن الأدب مع الله تعالى ترك ما لا طاقة لنا به إلا إذا ورد النص بذلك؛ فيذكر من غير تفصيل في الأسباب، لأنها قد تؤدي إلى استنقاص أي طرف بغية رفع الطرف الآخر.

وقد رأيت ذلك في كتب العقائد والتزكية وغيرها؛ فهم عندما يفضلون رسول الله a على سائر الأنبياء يأتون بالأمثلة المختلفة على ذلك، والتي تهون من شأن الأنبياء وتنقص من قدرهم.. وهو سوء أدب معهم.. ولو أنهم اكتفوا بأفضلية رسول الله a من دون تفصيل لكان ذلك أجدى لهم.

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن كل ما ذكروه مما لم يرد في النصوص المقدسة من مراتب الأولياء، وفضل بعضهم على بعض، من العلوم التي لا تنفع، والجهل بها لا يضر.

بل إن العلم بها، وانتشارها بين العوام مما يضرهم، ويجعلهم عرضة للمبتزين والمتاجرين والمتلاعبين.. حيث يدعي من شاء من لصوص الدين أنه البدل، أو أنه الغوث، أو أنه القطب، ليتلاعب بعد ذلك بأولئك الذين سلموا أنفسهم له.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست