responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 208

يشاء.

إذا علمت ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ فاحذر من أن تترك كلمات ربك المقدسة، وما هداك إليه عقلك الرشيد؛ فتقع بين أولئك الذين يعتقدون أن الأمر جبر لا خيار فيه، فتتهم ربك في عدالته ورحمته.. أو تعتقد أن الخيار المتاح للخلق يجعل الله تعالى جاهلا بأفعالهم ومصيرهم وحقيقتهم.. فتتهم الله تعالى في علمه المحيط بكل شيء تشبيها لعلمه بعلمك، ولإرادته بإرادتك.

ولهذا نادى أئمة الهدى عندما ظهرت بدع الجبر والاختيار إلى هذا الذي ذكرته لك، فقد روي أن الإمام الرضا سئل: يا أبا الحسن الخلق مجبورون؟ فقال: (الله أعدل من أن يجبر خلقه ثم يعذبهم)، قيل: فمطلقون؟ قال: (الله أحكم من أن يهمل عبده ويكله إلى نفسه) ([258])

وروي أنه سئل عن قوله عز وجل: ﴿وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ﴾ [البقرة: 17]، فقال: (إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه، ولكنه متى علم أنهم لا يرجعون عن الكفر والضلال منعهم المعاونة واللطف، وخلى بينهم وبين اختيارهم)، فسئل عن قوله عز وجل: ﴿ خَتَمَ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ﴾ [البقرة: 7]، فقال: (الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم كما قال تعالى: ﴿ بَلْ طَبَعَ الله عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: 155]، وسئل: (هل يجبر الله عباده على المعاصي؟) فقال: (بل يخيرهم ويمهلهم حتى يتوبوا)، فقيل: فهل يكلف عباده ما لا يطيقون؟ فقال: (كيف يفعل ذلك وهو يقول: ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [فصلت: 46] ؟)([259])

وعندما شكا إليه بعضهم اتهامه واتهام أئمة الهدى بالجبر والتشبيه، وروايتهم


[258] بحار الأنوار (5/ 59)

[259] بحار الأنوار (5/ 11)

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست