responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 207

توقن أنه ما دام علم الله تعالى وإرادته وقدرته ورحمته وكل صفاته تابعة لذاته.. وذاته مجهولة لا يمكن تصورها أو تخيلها أو حدها.. فإن كل ما يرتبط بها يبقى مجهولا.. ويبقى التعامل السليم معه هو التعقل لا التصور.

وهذا هو العقل السليم.. والذي على أساسه قامت العلوم.. بل لولاه لم يتقدم البشر في علومهم شبرا واحدا.. ذلك أن البشر الآن يتعاملون مع قانون الجاذبية، ويبنون عليه الكثير من مشاريعهم العلمية النظرية والتطبيقية.. وهم إلى الآن لا يعرفون حقيقة الجاذبية، ولم يروها، وإنما رأوا آثارها.

وهكذا كان الطب القديم يعالج المرضى، ويفلح مع الكثير من الأمراض، وقد أثبت الطب الحديث نجاعة الكثير من الأدوية التي كان يستعملها.. ومع ذلك لم يكن للطب القديم أي بحوث علمية تفصيلية حول جسد الإنسان، ولا عن الأدوية التي كان يصفها له.

وهكذا هذه العقول المؤمنة المسلمة لربها.. فهي تؤمن بأن ربها أعظم من أن يعتريه الجهل، لا في الماضي، ولا في الحاضر، ولا في المستقبل، ولذلك فإن كل علومه صحيحة سيثبتها الواقع لا محالة، لأنه لو لم يثبتها لتحول علمه جهلا، وذلك يستحيل مع الألوهية.

وفي نفس الوقت يؤمن بما ورد في النصوص المقدسة من الحرية التي وهبها الله تعالى للإنسان، والتي يجازيه على أساسها، وهو عدل في جزائه، كما أنه عدل في تكليفه.

وهو لا يحتاج لإثبات حريته لأي نصوص، ذلك أنه يشعر بها، ويفرق بينها وبين الحركات الجبرية التي تعتري بعض المرضى، أو هي من أوصاف بعض أعضائه.. فلا أحد في الدنيا لا يستطيع أن يفرق بين دقات القلب الجبرية، أو حركة المعدة في هضم الغذاء، وبين الحركات الاختيارية التي يمارسها أثناء رياضته، أو أثناء كلامه، والذي يوجهه حيث

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست