responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 184

ظاهر العطاء بلاء) ([235])

وكل هذه الأقوال تدل على أن من ضروريات المعرفة بالله، والتي لها آثارها السلوكية الكبرى، معرفة فضل الله تعالى في عطائه ومنعه، بل شهود العطاء في منعه، لأنه لا يمنع إلا ما فيه مصلحة لعباده، وحفظا لهم.

وإن شئت ـ أيها المريد الصادق ـ مثالا يقرب لك ذلك؛ فتصور أن هناك رجلا كريما لا يعرف إلا العطاء، فهو لا يرد من سأله، مهما كانت مسألته.. وقد جعل ذلك بعضهم يسأله أن يوفر له من المخدرات والمسكرات ما يريحه من بعض الآلام التي تعرض لها.. وبما أنه لا يعرف كلمة [لا]، أبدا، فقد استجاب له، وأعطاه ما جعله يقع في الإدمان، ويتحول إلى زمرة المدمنين والمنحرفين، وكل ذلك بسبب ذلك الكرم الذي أُغدق عليه من طرف الذي يعطي ولا يمنع.

وهذا المثال ينطبق على غير العارفين بسنة الله تعالى في العطاء والمنع، حيث أنهم يتهمون الله تعالى بالبخل، لأنه يمنعهم من المخدرات التي يطلبونها، والتي تشغلهم عن حقيقتهم ومصيرهم، كما ذكر الله تعالى ذلك عن اليهود، فقال: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ الله مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾ [المائدة: 64]

ومثل ذلك اتهامهم الله تعالى بالفقر، قال تعالى: ﴿لَقَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ الله فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾ [آل عمران: 181]

ولهذا ترد الإشارات الكثيرة في القرآن الكريم إلى ما يملأ النفس قناعة بفضل الله تعالى في الجميع؛ فهو الغني الكريم الذي يفيض أرزاقه على خلقه بحسب مصالحهم وحاجاتهم، لا بحسب أهوائهم وأمزجتهم، قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ


[235] أحمد سعد العقاد، الأنوار القدسية في شرح أسماء الله الحسنى وأسرارها الخفية، ص 230.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست