responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 183

ولهذا اعتبر الحكماء المعرفة بحقائق العطاء والمنع من المعارف الضرورية للسالكين، حتى يتأدبوا مع ربهم، ويزدادوا معرفة به، وقد قال بعضهم في ذلك: (متى أعطاك أشهدك بره، ومتى منعك أشهدك قهره.. فهو في كل ذلك متعرف إليك، ومقبل بوجود لطفه عليك)

وقال: (إنما يؤلمك المنع لعدم فهمك عن الله فيه)

وقال: (ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك.. متى فتح لك باب الفهم في المنع، عاد المنع هو عين العطاء)

وقال آخر: (إذا منعت فذاك عطاؤه، وإذا أعطيت فذاك منعه، فاختر الترك على الأخذ)

وقال آخر: (ميز بين ما تُعطي وتُعطى: إن كان من يعطيك أحب إليك فإنك محب الدنيا.. وإن كان من تعطيه أحب إليك فإنك محب للآخرة) ([233])

وعرف آخر اسم الله [المانع] بأنه (في وصفه سبحانه بمعنى: منع البلاء عن أوليائه، أو منع العطاء عمن شاء مطلقا. فإذا منع البلاء عن أوليائه، كان ذلك لطفا جميلا، وإذا منع العطاء عنهم، كان ذلك فضلا جزيلا) ([234])

وقال آخر: (المانع، جل جلاله: هو الذي يمنع من شاء، وقد يكون باطن المنع عطاء، قد يمنع العبد من كثرة الأموال، ويعطيه الكمال والجمال، وقد يمنع العبد من صحة الأجسام، ويعطيه الرضا عن الأحكام.. فالمانع: هو المعطي، ففي باطن المنع عطاء، وفي


[233] أبو عبد الرحمن السلمي، طبقات الصوفية، ص 64.

[234] التحبير في التذكير، ص 89.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست