responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 176

وَيَاقَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ الله إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ &﴾ [هود: 29، 30]، وقال: ﴿وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ الله خَيْرًا الله أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 31]

وهذا الجواب الأخير يشير إلى أن حقيقة الخفض والرفع لا ترتبط بالمناصب، ولا بالجاه الذي يتعبها، وإنما بما يعمر الأنفس من معان، فلذلك أخبر نوح عليه السلام، أنه لا يعرف ما في نفوس أتباعه، وسر اصطفاء الله تعالى لهم.

ومن الآيات الكريمة التي تشير إلى الموازين البديلة التي اختارها البشر لأنفسهم في مقابل الموازين الإلهية ما نص عليه قوله تعالى في أدلة المعترضين على رسالة رسول الله a، والذين قالوا:﴿ لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم﴾ (الزخرف: 31)، فرد الله تعالى عليهم بأنه وحده من يملك تقسيم الدرجات، كما يملك تقسيم المعايش، قال تعالى:﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ (الزخرف:32)

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن معرفتك بكون الله تعالى هو الخافض الرافع، ليست معرفة عقدية إيمانية فقط، وإنما لها آثارها النفسية والاجتماعية، وأولها أن تخضع موازين الخفض والرفع والعزة والذلة في نفسك لربك، لا لمجتمعك، ولا للأعراف التي تبناها.

فإذا سمعت ربك يقول: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]، فاعلم أن التقوى هي أساس الرفعة والعزة والكرامة.. فإذا استبدلت هذا الميزان، بموازين

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست