responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 175

والآية الكريمة لا تعني ما يفهمه بعض حماة الاستبداد والظلم من أن الملوك الذين يتربعون على العروش، ويتسلطون على الخلق واجبو الطاعة، ولا يجوز نصحهم أو الخروج عليهم.. فالآية الكريمة لا تذكر ذلك، ومعاذ الله أن تقر الظلم والاستبداد أو السكوت عليه، وإنما هي تخبر عن الإرادة الإلهية التي لولاها ما تمكن الملوك من تلك المناصب التي استولوا عليها؛ فهم لم يستولوا عليها مراغمة على الله، وتعجيزا له، وإنما لأن الله تعالى أذن في ذلك اختبارا لهم ولرعيتهم.

ولذلك؛ فإن كل خفض أو رفع لا يكون على أساس الموازين الإلهية، ليس سوى مرحلة مؤقتة مرتبطة بالاختبار الإلهي، وليست حالة دائمة، كما صرح بذلك قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (الأنعام:165)

فقد أخبر الله تعالى أن الدرجات المهيمنة على المجتمعات، هي من جعل الله تعالى وإنشائه، لا باعتبارها صوابا محضا، لا يجوز الخروج عليه، وإنما باعتبارها ابتلاء واختبارا إلهيا.

ولذلك أخبر الله تعالى عن خروج الأنبياء عن تلك المراتب التي وضعها أقوامهم؛ فخفضوا بها من شاءوا ورفعوا من شاءوا.. ووضع الأنبياء عليهم السلام بدلها المراتب الإلهية الصحيحة، والتي تعبر عن الواقع بدون تزييف.

ومن الأمثلة على ذلك ما أجاب به نوح عليه السلام قومه حين احتقروا المؤمنين الذين اتبعوه، وقالوا: ﴿مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ﴾ [هود: 27]؛ فرد عليهم نوح عليه السلام: ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29)

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست