responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 152

نفوسهم، ولم يطمئنوا إلى ربهم.. أما الضالون، فيتوهمون أنهم قد غلبوا ربهم، بسبب عدم انصياعهم لهدايته.

أما توافق ذلك مع العدالة؛ فقد ذكرت لك بأن الله تعالى هو العدل المطلق، وكما أن الكون يسير بموازين دقيقة ممتلئة بالعدالة، فمثل ذلك عالم النفس وعالم الحياة.. وعالم الهداية وعالم الضلال.. فقد نصب الله تعالى للهداية أعلامها، ورغب فيها، وأرسل لأجلها الرسل، وأنزل من أجلها الكتب، ووفر لها كل الدواعي، ووضع لها كل الحجج.

فمن رغب فيها، أقبل عليه، وثبته، وزاده هدى، ووفر له كل ما يمكن للهداية من قلبه، بل وفر له كل ما يرقيه في مراتب الهداية، بحيث تتحول معارفه الإيمانية من علم اليقين إلى عين اليقين إلى حق اليقين.

أما الذين يعرضون عن تلك الأعلام الواضحة البينة؛ فإن الله تعالى بعدله، لا يرغمهم على اتباعها، بل يدعهم ونفوسهم، ويعطيهم الفرص المختلفة؛ فإن اهتدوا تعامل معهم كما يتعامل مع المهتدين، وإن أبوا تركهم وضلالهم.. فهم في ضلالهم لم يخرجوا عن إرادة الله، وإنما خرجوا عن رضاه، وتحولوا عنه إلى سخطه وغضبه.

وأما توافق ذلك مع الرحمة الإلهية، فهو ما وفر الله تعالى للهداية من أسباب كثيرة واضحة، يمكن لأي عاقل، وبنظرة بسيطة أن يصل إلى الهدى.. فليس فيه إلا التواضع والسكون والتفكر، ليصل المهتدي إلى ربه، وإلى كل القيم النبيلة التي دعا لها.. بخلاف طريق الضلالة الذي فيه العنت والضنك والتعب، مع مخالفته لما تقتضيه الفطر والعقول السليمة.

إذا عرفت ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ فاقرأ كلمات ربك المقدسة على ضوء تلك الرؤية التنزيهية التعظيمية البعيدة عن الجدل، أو التي تدخل أهواءها ومزاجها فيما لا طاقة

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست