responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 151

 

الهدایه و الضلال

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عما ورد في النصوص المقدسة من الدلالة على كون الله تعالى هو الهادي والمضل لعباده، وأنه لا يمكن أن تتم الهداية ولا الضلال من دون إرادته وتيسيره، وعن علاقة ذلك بالعدالة والرحمة الإلهية، وعلاقته بعد ذلك وقبله بالنفس المطمئنة الراضية.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن هذه المعرفة من المعارف الضرورية للنفس المطمئنة، وأنها سبب من أسباب طمأنينتها ورضاها، ذلك أن الأساس الأكبر للطمأنينة والرضا هو اعتقاد تفرد الله تعالى بكل شيء في كونه.

ولو أن أمر الهداية والضلال، وهما من أهم الأمور التي ينبني عليها الكون، وُكل إلى غير الله، أو وُكل بعضه لغيره، لكان في ذلك مزاحمة للألوهية، وتناقضا مع التوحيد؛ ولحصل في الكون ما لا يريد ربه، وفي ذلك كل المفاسد، كما قال تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا الله لَفَسَدَتَا﴾ [الأنبياء: 22]

أما رضاها عن ذلك؛ فيعود إلى أمرين:

أولهما، هو فرحها باختيار الله تعالى لها للهداية؛ فيكون الفرح بالاصطفاء الإلهي أعظم من الفرح بالهداية نفسها، كما ذكرت لك ذلك عند حديثي عن التوفيق والخذلان.

وأما الثاني؛ فطمأنينتها وأمانها من أن يقع عليها الضلال من جهة أخرى؛ فما دام الضلال بيد الله؛ وقد أسلمت نفسها إليه؛ فهي بذلك تشعر براحتها العظمى من جهته، ولا تخاف من جهة غيره، لأنه لا توجد جهة تنتقم منها بسبب هدايتها.

ولو أن الأمر لم يكن كذلك لكان المهتدون ممتلئين بالمخافة من المضلين.. ولتشتتت

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست