responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 141

قال تعالى يربط بين الإيمان بالقدرة المعجزة، وبين الأمل:﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ الله إِنَّ الله يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ الله يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ الله وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ الله يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)﴾ (آل عمران)

هذه ـ أيها المريد الصادق ـ بعض آثار الإيمان بقدرة الله تعالى المطلقة على النفس المطمئنة، وكونها سبب رضاها وطمأنينتها وسعادتها وقوتها.. فاسع لأن تعمر نفسك بهذه المعاني، ودعك من أولئك المجادلين الذين يخوضون فيما لا طاقة لهم به.. فيتساءلون عن سر القدرة الإلهية وكيفية تحققها.. فذلك مما لا تطيقه عقولهم.. ورحم الله امرؤا عرف قدر نفسه وعقله، فلم يتجاوزهما.

ومثل ذلك السؤال عن علاقة القدرة الإلهية بقدرة الإنسان.. وعلاقتها بالجبر.. فمن يقول ذلك يكذب على نفسه، فهو يفرق بين حركاته الاختيارية وحركاته الضرورية، ويشعر بأن له الحرية المطلقة في أن يفعل في جانبه الاختياري ما يشاء، ويتلفظ بما يريد من دون أن يمنعه مانع.. ولذلك كان إسناده لجهله وجرائمه لقدرة الله تعالى فرارا عن الحقيقة، وكذبا على النفس.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست