responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 140

فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِالله مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ&﴾ (آل عمران:151)، فقد اعتبر الله تعالى في هذه الآية شركهم مصدر رعبهم.

وقد ذكر الله تعالى في مقابل هذا مواقف المؤمنين الصادقين الذين ملأوا قلوبهم بالله، فرزقهم الأمن التام، والسكينة المطلقة، ومنهم إبراهيم عليه السلام الذي هدده قومه بكل أصناف التهديدات، لكنه لم يذعن لهم، بل قال متعجبا: ﴿وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِالله مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ (الأنعام:81)

وقد كان في ذلك الموقف يقارن بين القوة الوهمية التي يستند إليها قومه، والقوة الوهمية التي كانوا يتصورون أنهم يملكونها، وبين قوة الله تعالى، فأخبر أن قومه أولى بالخوف منه.

وقد عقب الله تعالى على قول إبراهيم عليه السلام مقررا هذه الحقيقة المطلقة، ومقننا هذه السنة الإلهية التي لا تتخلف، قال تعالى:﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ (الأنعام:82)

وهكذا، فإن الإيمان بقدرة الله تعالى هو الذي يحفظ صاحبه من الإحباط واليأس، ذلك أن سبب اليأس هو اعتقاد العجز.. فمن عرف أن في قدرة الله أن يحقق له كل أمنية، فإنه سيعيش ممتلئا بالأمل السعيد الذي تنهض به الحياة، وتستقر به النفس.

ولهذا ربط الله تعالى بين الأمل والقدرة وتحقيق المطالب في قصة زكريا عليه السلام، فقد كان زكريا عليه السلام محبا للولد، وكان يود لو سأل الله ذلك، ولكنه كان يتوقف كل حين إلى أن رأى ما دعاه لأن يسأل ذلك السؤال الذي كان يملأ عليه نفسه.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست