responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 197

في التشبيه ما ورد في النصوص المقدسة من المتشابه الذي لم يفهموه حق فهمه، لذلك راح يشتغل برد المحكم إلى المتشابه في أكثر كتبه، والتي يمكن اعتبارها مصادر في هذا الباب، وقد أعانه عليه كونه نحويا وأديبا وله ذوق كبير في اللغة العربية.

وقد ذكر سبب ذلك الاهتمام برد المتشابه إلى المحكم، فقال: (كان سبب اشتغالي بعلم الكلام أني كنت بأصفهان أختلف إلى فقيه، فسمعت أن (الحجر يمين الله في الأرض)[1]، والمعنى أنه وضع في الأرض للتقبيل والاستلام تشريفًا له كما شرفت اليمين وأكرمت بوضعها للتقبيل دون اليسار في العادة، فاستعير لفظ اليمين للحجر لذلك، وأضيف الحجر إلى الله إضافة تشريف وإكرام، فسألت ذلك الفقيه عن معناه فلم يُجب بجواب شاف، فأُرشدت إلى فلان من المتكلمين فسألته فأجاب بجواب شاف، فقلت لابد لي من معرفة هذا العلم فاشتغلت به)

وقد جعله ذلك يتعرض لكثير من المحن من طرف المجسمة الذين كانت تمثلهم في ذلك الحين فرقة الكرامية، فقد وشوا به إلى السلطان محمود بن سبكتكين مدعين أنه أنكر رسالة محمد a بعد موته[2]، فعظم الأمر عند السلطان فأمر بإحضاره، ولما حضر بين يديه ظهر كذب المفترين عليه، فأمر السلطان بإعزازه وإكرامه وإرجاعه إلى وطنه.. لكن الكرامية لما أيست منه، وعلمت أن الوشاية به لم تتم، وأن مكايدها وحيلها لن تؤت نتيجة، سعت إلى


[1] يشير إلى ما ورد في الحديث: (الحجر الأسود يمين الله في أرضه).

[2] ذكر تاج الدين السبكي وغيره من الأشاعرة أن هذه التهمة من التهم التي اتهم بها الأشاعرة، فقال: (والمسئلة المشار إليها وهي انقطاع الرسالة بعد الموت مكذوبة قديمًا على الإمام أبي الحسن الأشعري نفسه. وقد مضى الكلام عليها في ترجمته. إذا عرفت هذا فاعلم أن أبا محمد بن حزم الظاهري ذكر في النصائح أن ابن سبكتكين قتل ابن فورك بقوله لهذه المسئلة ثم زعم ابن حزم أنها قول جميع الأشعرية، قلت وابن حزم لا يدري مذهب الأشعرية ولا يفرق بينهم وبين الجهمية لجهله بما يعتقدون، وقد حكى ابن الصلاح ما ذكره ابن حزم ثم قال: ليس الأمر كما زعم بل هو تشنيع على الأشعرية أثارته الكرامية فيما حكاه القشيري)

نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست