responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 362

الأكثرون بأنه لا يجوز ابتداؤهم بالسلام، وقال آخرون ليس هو بحرام بل هو مكروه)

وقريب من هذا قول الحنابلة، فقد نصوا على أن بداءة أهل الذمة بالسلام لا تجوز بلفظ السلام أو بغيره، قال أبو داود: قلت لأبي عبد الله: تكره أن يقول الرجل للذمي كيف أصبحت؟ أو كيف حالك؟ أو كيف أنت؟ أو نحو هذا؟ قال: نعم هذا عندي أكثر من السلام.

واستدلوا على ذلك بأن في ذلك بسط له وإيناس وإظهار ود، وقد قال الله تعالى: ﴿لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ (المجادلة:22)

القول الثالث: أنه يجوز ابتداؤه بالسلام، ولكن يقتصر المسلم على قوله: السلام عليك ولا يذكره بلفظ الجمع، وقد حكاه الماوردي وجها لبعض الشافعية، ووصفه النووي بأنه شاذ، وذكر الحنفية أنه لو قال للذمي:(أطال الله بقاءك جاز) إن نوى أنه يطيله ليسلم أو ليؤدي الجزية لأنه دعاء بالإسلام وإلا فلا يجوز.

الترجيح:

نرى أن الأرجح في المسألة هو تحيتهم بما يحيون به أنفسهم من غير تحية الإسلام، من باب تأليف قلوبهم على الإسلام، ويمكن أن يسلم عليهم بالأسلوب الذي سلم به رسول الله a:(السلام على من اتبع الهدى) إلا إذا كان في ذلك إذية لهم أو حرجا، فيتركه إلى التحيات التي يتعارفونها فيما بينهم بشرط أن لا تكون مما يحمل طابعا دينيا يخصهم.

أما الحديث الذي ذكره أصحاب القول الأول، فلا نرى عمومه كل أهل الذمة، بل قد يكون خاصا بمن يؤثر في إصلاحهم مثل ذلك الأسلوب.

ويدل على هذا أن أسلوب الرسول a مع أهل الكتاب، بل مع المشركين أنفسهم، فقد كان يختلف عن هذا اختلافا شديدا، بحيث كان يؤلف قلوبهم بكل أساليب التأليف.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست