responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 270

اليسر والعسر، فليكن الاحتياط في بدايات الأمور فأما في أواخرها فلا تقبل العلاج إلا بجهد جهيد يكاد يؤدي إلى نزع الروح)[1]

انطلاقا من هذا، فإن أهم الأساليب العملية لعلاج الانحراف الجنسي هو الابتعاد عن الاختلاط المسبب للفتنة، وهو ما أشار إليه الحديث السابق.

فلذلك كان من الأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها أكثر المجتمعات الإسلامية هو إشاعة الاختلاط في التعليم، بحيث أصبح من الصعوبة الشديدة وقاية كل جنس من إغراءات الجنس الآخر.

ومن العلاج العملي لهذا الانحراف هو شغل وقت من خيف عليه الوقوع في هذا الانحراف بكل شغل يلفت نظره عن هذا الباب.

وذلك لأن الخواطر الشهوانية التي تعمر قلب الإنسان بسبب غفلته وفراغه هي التي تحرضه على المعصية وتحمله عليها.

وقد ضرب الغزالي مثال النفس الإنسانية في ذلك بقبة مضروبة لها أبواب تنصب إليه الأحوال من كل باب، أو هو مثل هدف تنصب إليه السهام من الجوانب، أو هو مثال مرآة منصوبة تجتاز عليها أصناف الصور المختلفة فتتراءى فيها صورة بعد صورة، ولا تخلو عنها، أو هو مثل حوض تنصب فيه مياه مختلفة من أنهار مفتوحة إليه[2].

ومداخل هذه الآثار المتجددة في القلب ظاهرة وباطنة:

أما الظاهرة فالحواس الخمس، وأخطرها بالنسبة لما نحن فيه حاسة البصر، وأما الباطنة فالخيال والشهوة والغضب والأخلاق المركبة من مزاج الإنسان، فإذا أدرك بالحواس شيئا حصل منه أثر في القلب، فإن كف عن الإحساس فالخيالات الحاصلة في


[1] إحياء علوم الدين:3/101.

[2] إحياء علوم الدين:3/26.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست