responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 269

ومثل ذلك ما لو رأى الغضب غالباً عليه فإنه يلزمه الحلم والسكوت وسلط عليه من يصحبه ممن فيه سوء خلق، ويلزمه خدمة من ساء خلقه حتى يمرن نفسه على الاحتمال معه.

وقد حكى الغزالي عن بعضهم أنه كان يعوّد نفسه الحلم ويزيل عن نفسه شدة الغضب، فكان يستأجر من يشتمه على ملأ من الناس ويكلف نفسه الصبر، ويكظم غيظه حتى صار الحلم عادة له بحيث كان يضرب به المثل.

وذكر عن بعضهم أنه كان يستشعر في نفسه الجبن وضعف القلب، فأراد أن يحصل لنفسه خلق الشجاعة فكان يركب البحر في الشتاء عند اضطراب الأمواج.

وذكر عن عباد الهند أنهم يعالجون الكسل عن العبادة بالقيام طول الليل على نصبة واحدة.

انطلاقا من هذا، نحاول في هذا المطلب أن نذكر بعض النماذج عن كيفية ممارسة الأساليب العملية مع الانحرافات الثلاث السابقة:

الانحراف الجنسي

وهو أخطر أنواع الانحراف، وذلك يحتاج إلى مجاهدة كبيرة في الوقاية منه، وخاصة عند ظهور مباديه، كمان به إلى ذلك قوله a:(وفرقوا بينهم في المضاجع)

وذلك لأن معالجة الأمر من بدايته تمكن من مواجهته، بخلاف ما لو ترك يعلم في النفس عمله، فإنه من الصعوبة الشديدة مقاومته، وقد ضرب الغزالي لذلك مثلا قريبا يتعلق بنوع من أنواع الانحراف الجنسي، وهو العشق، فقال:(مثال من يكسر سورة العشق في أول انبعاثه مثال من يصرف عنان الدابة عند توجهها إلى باب لتدخله، وما أهون منعها بصرف عنانها. ومثال من يعالجها بعد استحكامها مثال من يترك الدابة حتى تدخل وتجاوز الباب ثم يأخذ بذنبها ويجرها إلى ورائها. وما أعظم التفاوت بـين الأمرين في

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست