responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 402

الرحمة الواسعة، حتى لو كانت تلك الرحمة متناقضة مع العدل، ومع جميع القيم.

ونحسب أن الذين أنكروا الشفاعة، لم ينكروها جملة وتفصيلا، وإنما أنكروها بسبب تلك الأوهام التي تسربت من خلال نصوص كثيرة، تنشر الإرجاء، وهدر كل القيم في سبيل إثبات عظمة الشافع، حتى أنه يمكن اعتبار العقيدة الخاطئة في الشفاعة أكبر معول لهدم القيم التي جاء بها رسول الله a، مثلما كانت عقيدة الفداء التي جاء بها بولس أكبر معول لهدم القيم التي جاء بها المسيح عليه السلام[1].

ولعل أكبر من شرع هذا النوع من الفهم هو ذلك التراث الحديثي الذي استقبله المسلمون للأسف بكل أريحية، وراحوا ينشرونه تحت مسميات كثيرة.. منها بيان رحمة الله وسعة لطفه بعباده.. ومنها بيان رحمة رسول الله a التي لا تحد.. ونحن في ذلك لا نختلف عن المسيحيين الذين يذكرون بأن الله ـ لرحمته بعباده ـ أرسل ابنه الوحيد ليصلب، ويكفر بصلبه كل خطايا بني آدم.

نعم نختلف معهم في صورة المشهد، ولكنا لا نختلف معهم في النتيجة؛ فالشيطان في كلا الدينين راح يشرع الخطيئة، وييسر أمرها، بل يدعو إليها.. إما بعقيدة الفداء، أو بعقيدة الشفاعة.

ومن الأمثلة على ذلك ما رواه عبد الرحمن بن ميمون، أن كعبا دخل يوما على عمر بن الخطاب، فقال له عمر: حدثني إلى ما تنتهي شفاعة محمد a يوم القيامة؟ فقال كعب: قد أخبرك الله في القرآن، إن الله يقول: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَر﴾ [المدثر:42]، فيشفع يومئذ، حتى يبلغ من لم يصل صلاة قط، ولم يطعم مسكينا قط، ومن لم يؤمن ببعث قط، فإذا بلغت


[1] انظر، أوهام وحقائق (ص: 20)، فقد كتبنا فيه مقالا مطولا في الموضوع بعنوان [الشفاعة بين الوهم والحقيقة]، وما ذكرناه هنا تلخيص لبعض ما ورد في المقال.

نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست