responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 238

يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾ [القيامة: 26 - 30]، وقال: ﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾ [العلق: 8]

وهومعنى قولنا [إنا لله وإنا إليه راجعون]، والذي يردده المؤمن كل حين، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: 156]، وذلك ليذكر نفسه بأن ما فاته ليس هو الغاية، وإنما الغاية الله.

ب ـ البعث والتكامل الكوني:

لا يكتفي القرآن الكريم بتقرير تلك الحقائق، وربطها بعالم الإنسان، بل إنه يشمل بها جميع الكائنات، ففي النشأة الأخرى يبعث كل شيء كان في النشأة الأولى، ولكن بصورة جديدة تتناسب مع طبيعته واختياراته المتاحة له.

وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى عن عالم الحيوانات: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾ [الأنعام: 38]، فهذه الآية الكريمة لا تكتفي بتقرير حقيقة تلك العوالم، وأنها أمم قائمة بذاتها، وإنما تضيف إليها كونها تحشر إلى الله، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى في الآية الأخرى: ﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ﴾ [التكوير: 5]

وهذا كله ينسجم مع الغائية التكاملية التي يسير بها الكون جميعا، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17)﴾ [الأنبياء: 16، 17]، وهذا يعني أن كل شيء خلق لغاية، ولم يخلق عبثا، وذلك ما ينفي عن البعث تلك الصورة البسيطة التي نتوهمه بها، والتي تجعله خاصا بالإنسان، وإنما هو حركة تشمل كل شيء، ليصاغ من جديد وفق ما تقتضيه النشأة الثانية من قوانين.

وقد أشار رسول الله a إلى هذا المعنى عندما ذكر أن أعمال الحيوانات أيضا تعرض في ذلك الموقف بعد بعثها، فقال: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة

نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست