responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 90

قال: فإذا شعرت بأن الله الذي ابتلاك ينظر إليك ألا تتقن عملك؟

قلت: تقصد إتقان موقفي مع البلاء.

قال: أجل.

قلت: نعم، فشعوري برؤية الله لي لا يزيدني أنسا فقط، بل أشعر بشعور لست أدري مدى صحته.

قال: وما تشعر؟

قلت: ممارسو الرياضات عندنا يستقدمون مشجعيهم، فلذلك كلما كثر مشجعوهم كلما زاد ذلك من حماستهم، فشعوري برؤية الله يعطيني نوعا من هذه القوة.

قال: هذا صحيح.. ولو أن الله أعظم من كل المتفرجين..

قلت: أجل، فلله المثل الأعلى.

قال: لقد دلت النصوص هذا المعنى، فالله تعالى يقول لنوح u وهو يواجه أعظم المصائب والضغوط من قومه حين صنعه للفلك:﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ﴾ (هود:37)

قلت: لا شك أن هذه الكلمة كان لها أثرا خطيرا في نفس نوح u.

قال: أجل.. وقد قيل مثلها لرسول الله a، فقد قال الله تعالى له، وهو في مواقف لا تقل عن موقف نوح u:﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾ (الطور:48)

قلت: لقد ذكرتني بسيّد الشهداء الحسين بن علي ، فقد قال بعد أن تفاقم الخطب أمامه في كربلاء، واستشهد أصحابه وأهل بيته: (هون علي ما نَزَلَ بِي أَنهُ بِعَيْنِ اللهِ)

قال: ولهذا اعتبر a الإحسان الذي هو قمة الأعمال الصالحة، أو أداء الأعمال بأحسن الكيفيات متعلقا بالشعور برؤية الله سواء كان رؤية معاينة أو رؤية مراقبة.

قلت: ولكن هذه النعمة ـ يا معلم ـ مختصة بالمحسنين، وهذا المستشفى يداوي عموم الناس، فكيف يعطى لهم مثل هذا الدواء الذي قد لا يستسيغونه؟

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست