responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 9

قال: وما القمر؟.. وما المريخ؟.. كلها حجارة كحجارة جبالكم وقلوبكم.

قلت: فكيف نرحل؟

قال: قبل أن ترحل انظر إلى أعماقك التي تملتئ بهذا الأنين الذي ينشره الألم، وقل لي: ماذا ترى؟

قلت: أنزل إلى أعماقي !؟

قال: نعم.. لن ترحل إلا بعد أن تنزل.. ولن تنبت إلا بعد أن تدفن.. ولن تنتج إلا بعد أن تغرس.. ولن يقوم بنيانك إلا إذا حفرت أساسك.

قلت: فعن أي لؤلؤة أبحث في أعماقي؟

قال: لا تحتاج إلى اللآلئ، فهي حجارة كالحجارة، بل ابحث عن الظلام لتطفئه بالنور، وابحث عن الحراب التي توجهها إلى ربك لتكسرها باليقين.

نزلت إلى أعماقي، فرأيت أناتي حرابا متوجهة إلى السماء، تقول كل أنة بلسان فصيح: (لم يا رب تتفنن في إيلامي؟.. لم تملؤني بالحزن؟.. لم تملأ مشاعري بالأسى؟.. لم تغمرني بالإحباط؟)

صحت خائفا في وجهها: كفي يا أناتي.. أتدري من تخاطبين.. إنه الذي ﴿ لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ (الانبياء:23)

كانت الأنات تردد توشيحاتها.. ولا تبالي بي، صحت: يا معلم.. أنقذني من هذه الأنات الكافرة.. فهي تريد أن تزج بي في هاوية جهنم.. إنها لا تستحي من الله.. إنها لا تخجل من ضعفها.

قال المعلم: أناتك هي أنت.. فأنت تختفي في ظل أناتك.

قلت: ولكني أقاومها.

قال: تقاومها بلسانك، وهو مجرد جارحة من جوارحك تتقن النفاق.. أما حقيقتك،

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست