responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 116

بعد خروجي لقيني شاب لا يقل عن الشيوخ وقارا، وقال: بعد هذه المظاهر التي تدل على قدرة الله المطلقة، والتي لا يعجزها شيء، هل تظل أيها المتألم حبيس آلامك، متصورا استحالة تفريجها.

أليس الذي خلق السموات والأرض، ودبر أمر الدقيق والجليل، أعظم من أن يقف المستحيل في طريقه، وأكبر شأنا من أن يعجزه ما نفخه شيطان اليأس في نفسك.

أردت أن أسأله عنه، فقاطعني، وقال: قد تقول: (نعم إنه قادر على كل شيء، ولكن من أنا حتى يتوجه إلي فاكا أزمتي، مفرجا كربتي، وما أنا إلا قطرة من بحر محيطه، أو هباءة في فضاء أثيره.. إذا راودك هذا الخاطر، وأوحت لك شياطين الإنس والجن بهذه الوساوس، فاذهب إلى ذلك القسم، فستجد فيه ضالتك)

الفضل الواسع

دخلنا القسم الثاني من أقسام حسن الظن بالله، وقد كتب على بابه ـ بحروف تحمل رحمة ممزوجة بحكمة ـ قوله تعالى:﴿ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ (البقرة:105)

قلت للمعلم: لا شك أن هذا هو قسم الفضل الواسع.

قال: أجل، وهو من الأقسام الهامة التي يحتاج المرضى اليائسون إلى المرور عليها.

قلت: لم؟.. وأي داء يعالجون؟

قال: الفضل مكمل للقدرة.. ولا تبرز القدرة إلا بالفضل.. ولا يكتمل الفضل إلا بقدرة.

قلت: اشرح لي هذا، فإني أرى القدرة منفضلة عن الفضل انفصالا تاما.

قال: من كان قادرا، ولكنه بخيل، فإنه لا يصدر منه شيء، فإن صدر كان محفوفا ببخله.. ومن كان متفضلا، ولكنه عاجز كتم عجزه فضله، أو رماه عجزه بالبخل.

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست