responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 115

سألت المعلم: من هؤلاء؟

قال: هؤلاء مرضى يئس أطباؤكم من علاجهم.. فهداهم الله لهذا المستشفى.

قلت: ولكن عللهم لا تزال تنخر في أجسادهم.

قال: وما يهمهم من عللهم.. هم يعيشون في سعادة لا يعيشها أعظم ملوككم.

أشار إلى أحدهم، فقال: أتعلم من هذا؟

قلت: لا.. ولكن يبدو أن المشيب بدأ يشتعل في شعره ليقضي على سواد شبابه.

قال: هذا الرجل الذي تراه، جلس هنا منذ ثمانين سنة، ولم يفارق مجلسه.

قلت: ثمانين.. عجيب هذا.. لا يبدو عليه التقدم في العمر.

قال: إنما يعمر الجسد البالي.. أما المعاينون، فقد ذاقوا إكسير الشباب الدائم، فلا ينشغلون بشيخوخة ولا هرم.

قلت: يا معلم.. دعني أجلس معهم.

قال: ألم نتفق على عدم السكون لشيء؟

قلت: أجل..

قال: فهيا.. فبالله إن تسر ترى العجائب.

***

خرجت من القاعة، وعند خروجي ربت على كتفي شيخ وقور بحنان، وقال: (أليس في قدرة هذا الذي خلق كل هذا أن يخفف عني ما أنا فيه، أو يرمي بدائي إلى الهاوية التي لا حدود لها!؟)

قلت: نعم.. فمن أنت؟.. فما أعظم وقارك؟

تركني وانصرف، قال المعلم: هذا نزيل أقنعه الأطباء بكل أجهزتهم أنه ميئوس منه، وقد جاء إلى هنا.. وهو يعيش في سلام منذ جاء.

***

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست